اخبارالبحر الأحمرمحافظات

البحر الأحمر دائما. بأبنائها بشائر الخير

كتب مصطفى شوقي

 

في الغردقة في شارع النصر وقبل الفطار بكام ساعة هتلاقي راجل عمره في أوائل الخمسينات واقف مع مجموعة من الشباب اللي لابسين أبيض وجوانتيات بينسقوا بمنتهى الاهتمام مجموعة من أصناف الأكل المحترمة الفخمة وبيحطوها بحرص فوق ترابيزات مرصوصة في الشارع!.. ماتستغربش دي مائدة رحمن، والراجل ده اسمه “محارب عجايبي”.. مصري مسيحي!..

الموضوع مش جديد لكن من 8 سنين ولحد دلوقتي أستاذ “محارب” بيعمل مائدة رحمن في الغردقة في نفس المكان وممكن يتقال عليها بقلب جامد إنها أكبر مائدة رحمن موجودة في الغردقة!.. إحنا بنتكلم عن مائدة بتساع حوالي 900 شخص!.. إيه الحكاية؟..

الموضوع وزى ما بيحكي أستاذ “محارب” في حوار مع موقع “القاهرة 24” إنه اتربى من صُغره زى باقي الناس إن مصر أهلها نسيج واحد بيجمعهم وطن واحد وكلنا بنعبد رب واحد.. لما جت الفكرة في باله من 8 سنين ولما بدأ ينفذها كان عنده هدف واحد فقط وهو إنه مش عايز غير رضا ربنا لإنه مؤمن إن أى خير بيحصل مع أى إنسان مقترن بفضل ربنا عليه ثم بدعوات الناس الغلابة..

ولإن مفيش أى فرق من أى نوع بين المصريين؛ أستاذ “محارب” بيستعين بـ شيفات مسلمين ومسيحيين، وبعد ما الأكل بيتجهز بيقعد الكل بما فيهم هو نفسه عشان ياكلوا سوا مع الناس..

الوجبات اللي بيقدمها في المائدة فيها لحوم وفراخ وحلويات، والعظيم كمان إنه بيجهز وجبات متغلفة عشان يوزعها ديلفري على الناس البسيطة لحد بيوتهم واللي ممكن يكونوا بسبب الخجل مكسوفين يروحوا لمكان المائدة.. أستاذ “محارب” بيقول في ختام كلامه: (أعز أصدقائي مسلمين واتربينا مع بعض من طفولتنا وعمرنا ما قولنا ده مسلم ولا ده مسيحي، وبحس بالسعادة دايماً لما بفطر مع أهلي وإخواتي المسلمين)..

تفصيلة حلوة من مواطن مصري أصيل.. مصر غير أى مكان تاني في العالم، وناسها وأهلها فيهم طيبة، وجمال مش هتلاقيهم إلا علي أرضها.. شعب فيه الترابط ده مايتخافش عليه.. كل سنة وكل المصريين طيبين، وبيجمعهم حب البلد وترابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى