كتب حنان محمد
الشــهيد
انا الشهيد لست بميتٍ
أنا الشهيد لست بفانِ
وذكري في الزمان مخلّدٌ
واسمي في الخافقين أماني
أنا من لايهاب جحافلا
حتي تكون من الجان
ولست بمن يَلين لجائرٍ
يبغي اعوجاج سِناني
ولست أرضخ خائرا
حتي تناثرت أركاني
إذا الخَّطب جاء مُروِّعا
ضحِكتْ لوجهه أسناني
إذا الرِّزايا أتتني مخيفةً
فتحْتُ لحضنها أحضاني
إذا المَنايا فغَرَتْ فاهَهَا
أغلقْتُ فاهها ببنَاني
قد تَفْني الجُسُوم وتَنْمحي
فهل أحد من الوري ينساني
مَن مبلغٌ أمي تحياتي
ووالدي وأعمامي وخِلَّاني
ياليتها الآن تعلمُ حالنا
هو كالذي جاء في القرآنِ
أنا في انتظاركِ زوجتي
ورُوحكِ قد عانقَتْ أحضاني
من مُخبرٌ إيَّاهم سعادتي
وتنَقُّلي من جنَّةٍ لجِنانِ
وسَبحي في الكواثر أرتوي
بماءٍ عذابٍ ثم ألبانِ
وكئوسٍ من الخمور تواطأت
بغير ماغَوْلٍ ولانُزْفَانِ
وبُنَيَّاتٌ من الحور تزاحَمتْ
حولي ومُخَلّدُ الولدان
وقد وُضِعـت أمامي فواكهٌ
من تين وأعنابٍ ورمان
ولحمُ طيرٍ مما أشتهي
بآنيةٍ من لؤلؤٍ وجُمانِ
لاتبكوا فالبكاءُ جاز لميّتٍ
وإني لَحيٌ عند ربيَ الرحمنِ
فهل لي إلي الحياة بأوبةٍ
لأعودَ لزمرة الشجعانِ
وأدفعَ عن بلادي مجرما
قد رامها بِذلةٍ وهوان
أَصول أجول لاأرعوي
ولاتنثني في الوغي أركاني
فما أطال عُمْرَ الناسِ تَجابُنٌ
أو تناقصت أعمارٌ من الشجعانِ
