كتب حنان محمد
ربما مر من هنا ،من ذات الطريق
كان يا ما كان
مر من هنا فتي
من هذه الطريق التي لم تعد متربة
لتحمل بصمات قدميه الحافيتين
وتاريخا طازجا من الخطوات
صعد النخلة التي أزالتها البلدية
والصفصافة التي تتدلي شعورها في الماء
والجميزة التي استدفأ بها عمال الرصف
وأعواد الهيش التي تعانق الترعة
والتي علمته صيد الفراشات وأبا الزلال .
من هنا مر حاملا غبطته بين يديه ،
أطنانا من البراءة ،
حقولا من الشقاوة ،
ودفقات من الحنين ،
تلالا من الصمت والغواية …
أغنية للمطر .
مر من هنا متشبثا بذيل سحابة
لم تمهله قليلا
كي يسّاقط علي وجه حبيبته
فيبلل ثراها ،
أو يحط علي رأس يتيم
تجاهله الظل ،
وغفا عنه الحظ
ليمسد علي شعره ،
ويربّت علي أوجاعه
بكسرة يابسة
أو حنين معتق .
من هنا مر والشمس في كفيه
ربما تشاغل عن حزني
وأحلامي التي بعثرتها الريح
ربما لم يرق قلبه
لرجل صار بلا احلام
بلا شاطئ يركن اليه
من صخب الموج
وعنفوان الوجع،
لرجل بلا دثار يقبع تحت صقيع الوحدة
يهدهد آلامه كي تنام
ويجتر أغنية حزينة
عن فتي يافع
مر من هنا
من ذات الطريق التي
علق عليها قصيدة
لم يزل أنينها يخربش الفراغ .