مغامرات نون والقلم للأديبة الدكتورة نجوي سلام.
كتب حنان محمد
الحلقة الثانية
حروف من نور
يحكى أنه في قرية صغيرة خلف تلال الجبال ، كانت هناك طفلة تُدعى سلوى ليست كباقي الأطفال ،
كانت بمثابة السلوى لأمها المريضة ، ذات قصف غاشم فقدت أمها وعاشت وحيدة .
عاشت بعدها تحلم دومًا بعالم مليء بالألوان والسلام،
كانت كلما عصفت بها الأحزان تجلس تحت شجرة التوت العتيقة، تلك التي شهدت حكايات أمها لها كل مساء ،
ذات مساء جلست تحتها ترسم بقلمها الملون وتكتب حروفًا من نور، ذهبت بعدها لفراشها وتمنت أن تتحول لفراشة جميلة ملونة تحلق عاليًا فوق الغيوم، تنثر الأمل في كل مكان.
مع كل ضربة من أجنحتها
، كانت تزيل الحقد والغدر من القلوب، وتحول الحروب إلى حب بإزالة حرف الراء. وبحروفها البسيطة، كتبت سلوى على جدران القرية
: “الحب أقوى من كل الحروب”. ومع مرور الأيام، بدأت القرية تتغير، الناس أصبحوا أكثر تسامحًا ومحبة، والأطفال يلعبون معًا بسلام.
وهكذا، بقلمها الملون وقلبها الطاهر، أعادت السلام إلى الأرض، وأصبحت قصتها أسطورة يرويها الناس لأجيال وأجيال.
ذات ليلة أتاها ملاك تحقيق الأحلام
فصارت فعلأ فراشة جميلة تنشر بحروفها السلام والمحبة بين الأنام ، ومرت السنين والأعوام وتحولت لأسطورة يرويها الكبار والصغار
والآن، كلما رأى أحدهم فراشة ملونة، يتذكر قصتها مع ملاك الأحلام ، تلك الطفلة التي حولت الحروب إلى حب حينما نشرت حروف من نور في قلوب العباد داخل البلاد ونزعت الأحقاد والأغلال .