تعرف متلازمة اللكنة الأجنبية (foreign accent syndrome) بأنها حالة نادرة وغير معتادة تتسبب في تغير مفاجئ في نطق الشخص، بحيث يتحدث بلكنة تختلف عن لهجته الأصلية، وغالبا ما تكون غير متناسبة مع خلفيته اللغوية، وهذه الحالة قد تحدث بعد إصابة دماغية أو صدمة نفسية.
حالة سارة كولويل ( Sarah Colwill):
كانت هناك أمرأة بريطانية تدعي سارة كولويل من ديفون، كانت تعيش حياة طبيعية ولم يكن لديها أي تجربة سابقة لتعلم اللغات الاجنبية، تعرضت لصداع نصفي شديد في عام 2010, ثم استيقظت لتجد أنها تتحدث بلكنة جديدة تبدو كأنها صينية، كان هذا التغيير المفاجئ في أسلوب حديثها محيرًا لعائلتها وأصدقائها، واجهت سارة ارتباكًا وسخرية من الأشخاص المحيطين بها، حيث كان من الصعب عليهم فهم طريقتها الجديدة في الكلام، وكان هناك تغطية كبيرة لوسائل الإعلام لقضيتها مما أدت الي زيادة الوعي حول متلازمة اللكنة الأجنبية، ومع مرور الوقت بدأت لغة سارة تعود إلى طبيعتها، لكن تجربتها تركت أثرًا دائمًا على حياتها, ووصفت هذه المحنة بأنها غريبة ومعزولة.
حالات أخري لمتلازمة اللكنة الاجنبية:
ليزا: امرأة أسترالية، تعرضت لإصابة في الرأس أدت إلى تغيير لهجتها إلى لهجة روسية, و لم يكن لديها أي اتصال سابق بالثقافة الروسية، مما جعل الأطباء وعائلتها في حيرة من أمرهم.
ماري: معلمة كندية، أصيبت بصداع نصفي شديد وبدأت تتحدث بلكنة شرق أوروبية.
جاكلين: بعد إجراء طبي، بدأت جاكلين، امرأة اسكتلندية، تتحدث بلكنة جامايكية. على الرغم من أنها لم تزُر جامايكا أبداً.
نظريات لنفسير متلازمة اللكنة الاجنبية:
التلف العصبي: إصابات في الدماغ، مثل السكتات الدماغية، تؤثر على مناطق إنتاج اللغة.
العوامل النفسية: صدمات نفسية أو توتر يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في أنماط الكلام.
الاستعداد الوراثي: بعض الأفراد قد يكون لديهم استعداد وراثي لاضطرابات الكلام.
التعرض اللغوي: التعرض الطويل للهجات جديدة قد يؤدي إلى تبني لكنة غير مقصودة .
تظل متلازمة اللكنة الأجنبية ظاهرة معقدة وصعبة الفهم, عجز العلماء عن الوصول لأسباب واضحة لتفسيرها, فالدماغ البشري هو واحد من أعظم الألغاز في علم الأحياء حيث يتكون الدماغ من مليارات الخلايا العصبية وترابطات معقدة تجعل فهم وظيفته تحديًا كبيرًا. وعلى الرغم من التقدم الكبير في الأبحاث، إلا أنه لا يزال يحتوي على العديد من الأسرار غير المكتشفة.
تابعونا على صفحه الفيس بوك
