تصريحات خطيرة لمؤسس مجموعة “فاغنر”
كتب أحمد أسامة
وصلت ليبيا إلى مفترق طرق خطير في الأيام الأخيرة الماضية مع تبدلات كبيرة في المشهد السياسي والعسكري، بدأت بإقالة رئيس الحكومة المكلف من قبل البرلمان، فتحي باشاغا،
مرورًا بشروع العديد من الأطراف بالحديث عن تشكيل حكومة موحدة جديدة، وصولًا للعملية العسكرية التي أطلقها رئيس الحكومة المنتهية الصلاحية عبد الحميد الدبيبة، والتي فجّرت مخاوف المراقبين والمحللين السياسين من قرب اندلاع معركة حاسمة بين المعسكرين المتحاربين في ليبيا.
فقد اعتبر العديد من الساسة والمحللين والمراقبين أن القصف المتواصل الذي تتعرض له مدينة الزاوية (البوابة الغربية للعاصمة طرابلس) ،
ليست إلا عملية تصفية حسابات، وإشارة واضحة من الدبيبة لخصومه السياسيين بأنه على استعداد للدفاع عن مصالحه بالقوة مدعومًا من قبل حلفائه سواءًا تركيا أو الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث عبر رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري عن رفضه للقصف الذي تعرضت له مناطق بمدينة الزاوية متهما رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، باستغلال سلاح الطيران المسير لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه.
ومن جهته دعا الناشط السياسي جمال الكافالي رئيس حكومة الوحدة المؤقتة عبد الحميد الدبيبة إلى وقف قصف مدينة الزاوية بالطيران التركي المسير، واصفا الأحداث الأخيرة بالعبث.
بينما نددت رئاسة مجلس النواب، في بيان لها بـ”الاعتداء السافر على مقر سكن عضو مجلس النواب في الزاوية علي أبوزريبة وعلى المدنيين والمنشآت المدنية في الزاوية”.
هذه المستجدات زادت من فرص اندلاع حرب واسعة بين معسكر الشرق والغرب الليبي بشكل كبير، لأن القصف المستمر لمدينة الزاوية، يتم بطيران تركي موجه من قبل مستشارين أتراك ويحمل قذائف وصواريخ تركية الصنع، يضرب بها حلفاء المشير حفتر، كعضو البرلمان أبو زريبة، ويقصف مواقع المجموعات المسلحة الموالية لمعسكر الشرق، ناهيك عن كونه منافيًا للقانون بالدرجة الأولى.
فقد أطلق الدبيبة عمليته العسكرية في مدينة الزاوية متجاوزًا القوانين والمجلس الرئاسي، لتحييد خطر انفصال هذه المدينة عن معسكره، وانضمامها للمعسكر المعادي له، والذي يقوده المشير خليفة حفتر، ويستغل بذلك مطالب السكان المحليين الذين يشهدون جرائم مافيات في الآونة الأخيرة وانتفضوا على إثرها، والذين سرعان ما قاموا بتبرئة أنفسهم من هذه العملية العسكرية بعد الإعلان عنها.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، لن يتوانى عن تكرار عملية طوفان الكرامة التي أطلقها عام 2019 للسيطرة على طرابلس، خصوصًا وأن حليفه الرئيسي قد انتهى من دكّ معاقل القوات الأوكرانية المسلحة بشكل كامل من قبل حلف الناتو في مدينة “باخموت”.
حيث صرّح مؤسس مجموعة “فاغنر” العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريغوجين، ردًا على سؤال أحد صحفيي (روس نيوز)، بأن قواته على استعداد تام للعودة إلى إفريقيا، وأنه يوجد لديه ما يقارب 15 – 20 ألف مقاتل مستعدون لتحرير أي نقطة في العالم، على غرار جمهورية إفريقيا الوسطى (التي استطاعت دحر الإرهاب بشكل كامل على أراضيها بمساعدة فاغنر).
هذا التصريح يمكن أن يراه المشير حفتر إشارة إلى أن عودة الثقل العسكري لجماعة فاغنر إلى ليبيا قد حان وقته، والوقت المستقطع الذي مرّت به البلاد منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، لم يُسفر سوى عن دخول حكومة فاسدة إلى السلطة، موالية للغرب،
وتتصرف بخيرات وثروات الشعب الليبي كما يحلو لها، وتعارض قرارات مجلس النواب، وترفض تسليم الحكم، بل وتسعى لإقصاء المشير نفسه عن الترشح للانتخابات، التي يتم إفشالها عن عمد هي الأخرى وعرقلتها.