دكتور هدير حسانين
الصرع الصغير هو أحد أنواع مرض الصرع (Epilepsy)، من نوع النوبة الصغيرة، أو باسمه المتعارف عليه اليوم (Absence seizure) وبالعربية: النوبة الصرعية المصحوبة بغيبة. يتميز هذا المرض بنوبات صغيرة تكون مصحوبة بتوقف مفاجئ عن الإدراك.
يعتبر هذا المرض شائعا بين الأطفال، ويرى الشخص المتفرج من الخارج أن الطفل مستغرق في أحلام اليقظة وغير مدرك لكل ما يدور حوله.
مقارنة بالأنواع الأخرى من مرض الصرع، فإن الصرع الصغير هو نوع سهل نسبيا. لكن حتى هذا النوع قد يشكل خطرا على الحياة. يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا المرض للإشراف والمراقبة خلال الاستحمام أو السباحة، وذلك من أجل حمايتهم من الغرق. وفي الجيل المتقدم عليهم الامتناع عن السواقة أو القيام بأي نشاطات أخرى قد يؤدي فقدان التركيز خلالها لضرر كبير.
في الغالب يمكن السيطرة على الصرع الصغير بمساعدة علاج مضاد للصرع. مع التقدم في السن يختفي المرض ولكنه في حالات نادرة يستمر أيضا عند البلوغ، بل إنه قد يتفاقم ليصبح نوبات كبيرة (صرع كبير – Grand mal).
أعراضه
حملقة (Staring) دون حركات خاصة.
عض الشفتين.
رفرفة الجفون.
حركات تشبه المضغ.
حركات في إحدى (أو كلا) اليدين.
يستمر الصرع الصغير لعدة ثوان، ويكون الشفاء الكامل فوريا. بعد النوبة، لا يكون هناك ارتباك من النوع الذي يميز أنواع النوبات الأخرى، ولا يتذكر المريض أي شيء مما حصل معه خلال النوبة. من الممكن أن يمر الشخص بمئات النوبات في اليوم مما قد يضر بتحصيله العلمي أو بعمله.
في حال كانت النوبة خلال المشي أو خلال أي نشاط معقد آخر، لا يسقط المريض ولكنه لا يكون مدركا لأفعاله في تلك اللحظة.
أحيانا، لا يتم الانتباه للنوبات نفسها، إذ أنها تكون قصيرة، ويكون العَرَض الأولي للمرض هو التراجع المفاجئ بالمستوى التعليمي دون سبب واضح.
أسباب وعوامل خطر الصرع الصغير
بشكل عام، تحصل النوبات حين تعمل الخلية العصبيه بصورة غير سليمة.
مضاعفات الصرع الصغير
تختفي النوبات في الغالب مع البلوغ، ولكنها تستمر في العديد من الأحيان مدى الحياة، أو أنها قد تتفاقم إلى حد التحول لنوبات أصعب.
حتى إذا اختفت النوبات في مرحلة الطفولة، تكون هناك مضاعفات، وذلك لأن الطفل الذي مر بنوبات عديدة، قد يطور اضطرابات تعليمية حتى بعد اختفاء المرض. لذلك، تعتبر نوبة الصرع التي تستمر لأكثر من عدة دقائق حالة خطيرة تستلزم علاجا طبيا فوريا وهي تسمى Absence status epilepticus.
التشخيص النهائي للصرع الصغير يجب إجراء
تخطيط كهربية الدماغ (Electroencephalography – EEG)
علاج الصرع الصغير
الدواء الأكثر انتشارا لعلاج الصرع الصغير هو الإيثوسكسيميد (Ethosuximide)، لكن من الممكن أيضا استخدام حمض الفالبوريك (Valporic acid) واللاموتريجين (Lamotrigine) للعلاج في بعض الأحيان. يبدأ العلاج بإعطاء جرعة بالحد الأدنى، ثم تبدأ زيادة الجرعات إلى حين الوصول إلى الجرعة الصحيحة التي تعطي التأثير المطلوب مع أقل قدر ممكن من الأعراض الجانبية. بعد سنتين دون نوبات صرع، يصبح من الممكن التفكير بإمكانية إيقاف العلاج.
من المحبذ وضع سوار في اليد، يكتب عليه نوع المرض والأدوية التي يتعاطاها المريض، بالإضافة لتعليمات تتعلق بالإجراءات التي يجب اتخاذها في حالات الطوارئ. بالنسبة للأطفال، من المستحسن إخبار المعلمين، طاقم المدرسة، مرشدي حركات الشبيبة وما إلى ذلك، بما يعاني منه الطفل وبكيفية التصرف عند حصول النوبة وفي حالات الطوارئ.