الشيخ زايد صاحب قرار قطع البترول عن أمريكا واوروبا
المفكر على محمد الشرفاء مدير ديوان رئيس الإمارات الأسبق :
كتب جمال البربرى
فى الذكرى الخمسين لإنتصار اكتوبر عام 1973 تحدث المفكر العربي الكبير الأستاذ علي الشرفاء الحمادي عن دور سمو الشيخ زايد بن سلطان ٱل نهيان رحمه الله وطيب ثراه في مساندة مصر وقطع البترول عن أمريكا واوروبا ..
قال المفكر العربي الكبير الأستاذ علي محمد الشرفاء الحمادي مدير ديوان الشيخ زايد أثناء حرب اكتوبر 1973، أن الشيخ زايد رحمه الله هو الذي بادر كأول رئيس دولة عربية بإتخاذ قرار قطع البترول عن أمريكا واوروبا ،
وكنت أنا شاهد عيان على هذا الحدث التاريخي، حين طلب مني أن أصله بوزير البترول الإماراتي ٱنذاك مانع العتيبة أثناء اجتماع أعضاء دول أوابك الدول العربية المصدرة للبترول
وكان منعقدا فى الكويت و قبل أن ينتهي المؤتمر، وبعد ما أوصلته مع الوزير سمعته يعطيه تعليمات بالإعلان أمام مؤتمر صحفي في الكويت قرار الشيخ زايد بقطع البترولةعن أمريكا وأوروبا ،
وقال قولته المشهورة: إن البترول العربي ليس بأغلى من الدم العربي.
السعودية والبترول
وأضاف المفكر العربى الكبير الأستاذ على محمد الشرفاء الحمادى : بعد قرار الشيخ زايد اتخذت المملكة العربية السعودية بعد يومين نفس موقف الشيخ زايد،
وهذه شهادتي للتاريخ حتى لا يضيع الحق ، وليعرف المصريون الموقف المشرف للشيخ زايد، ووقوفه مع أشقائه المصريين ما يؤكد عروبته المخلصة للأمة العربية،
ودعمه المالي للقوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر بشهادة الرئيس الراحل حسني مبارك، عندما قابلته مندوبا من قبل الراحل الشيخ زايد للتعزية في استشهاد الزعيم أنور السادات،
شهاده شكر للتاريخ
حيث أبلغني حينها شكره العميق للشيخ زايد، على دعمه المالي الذي استفادت به القوات الجوية، لتأمين قطع الغيار للطائرات المقاتلة، وان موقف الشيخ زايد بقطع البترول
قد فتح جبهة واسعة لتحقيق الضغط على إسرائيل للانسحاب من سيناء، منتصرا لمصر، ومشاركا حقيقيا في معركة الشرف العربية.
وأضاف مدير ديوان الشيخ زايد قائلا: وأنا أكتب هذه الأحداث للتاريخ بكل تجرد وإخلاص لرجل عاش عمره يمثل الضمير الحي للأمة العربية،
تضميد جراح الامه العربيه
وكان يسعى دوما لتضميد جراح أمته العربية، ومبادراته بالإصلاح بين الأشقاء من أجل تحقيق وحدة الصف العربي، ويؤمن بأن مصر هي الركيزة الأساسية لمستقبل الأمة العربية، والقاعدة الوحيدة لأمنها القومي،
والجدير بالذكر أنه قبل قيام إسرائيل بغزو لبنان توجه الشيخ زايد رحمه الله لمقابلة الملك خالد لإعادة العلاقات مع مصر، وأن تكون في المواجهة مع العرب لصد العدوان الإسرائيلي
الذى سوف تقوم بتنفيذه إسرائيل، بعد أن أبلغ الشيخ زايد ياسر عرفات بأن إسرائيل تبيت نية الغزو، وقد طرح الشيخ زايد موضوع عودة العلاقات العربية مع مصر،
لضرورات الأمن القومي، والقوة الوحيدة في العالم القادرة على رد كل أنواع العدوان على الوطن العربي.
عودة مصر للعرب
وأشار المفكر العربى الكبير الأستاذ على محمد الشرفاء أن الشيخ زايد هو الزعيم العربي الوحيد الذي حطم الأغلال التي تعيق عودة مصر للعالم العربي،
عندما أعلن بعد انتهاء مؤتمر القمة العربية في عمان بالأردن عودة العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية مصر العربية، وأرسل معالي راشد عبدالله وزير خارجية الإمارات حاملا رسالة إلى الرئيس الراحل حسني مبارك.
واختتم حديثه قائلا: هذا هو زايد الذي أدرك بوعيه ورؤيته مكانة مصر في قلب الأمة العربية، رحم الله الشيخ زايد، وستظل مواقفه الوطنية المجردة من كل مصالح خاصة أو استغلال سياسي للعلاقات العربية،
بل كان يدعو ويناضل من أجل تحقيق التعاون العربي ووحدة الصف بين الأشقاء العرب.