اخبارشعر

قصة قصيرة (رغيف الخبز) للكاتب مصطفي العطية.

كتب حنان محمد 

 

رغيف الخبز
عم الصلى ع النبي عايش في قرية بيشتغل نفر يفلح في حتة قرض يشيل زريبة ، يحلق لخروف يصبغ حمار ، كل مايملكه فاس وغلق وعشة جنب المقابر وله زوجة ثلاث عيال

كل يوم ياخد غلقه ( المقطف ) والفأس ويطلع يسترزق ، ويرجع لبيته وولاده أخر النهار معاه طعميتين ورغيفين وعياله يتعشوا ويحمدوا ربنا

فى يوم قابله شخص من وجهاء القرية أخذه يشتغل في أرضه ، وعند المغرب أنتهى من شغله ، وراح بيت صاحب الأرض ياخذ أجر ماقام به من عمل مثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم
(أعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه )

رد عليه وجيه البلد صاحب الأرض: روح دلوقت ، بكرة ابقى عدي
حاول معه عم الصلى ع النبي أخذ حقه دون فائدة ، يقول له محتاج لأولادي طعام وسوف أشتري ٥ ارغفة وبعض من الطعمية والفول ، قام وأعتدى عليه بالضرب وطرده

ذهب الرجل للعمده ليشكو له ويبلغه ماحدث بينه وبين الرجل ، قال : له غفير العمدة روح وتعالى بكرة العمدة مش فاضي عنده أجتماع
مع شخصيات مهمة يامواطن ياموكوس

حاول عم الصلى ع النبي دون جدوى ، وانصرف لبيته تملأ عينه الدمع وقلبه الحزن وخاطره اليأس

قابلته زوجته وجدته يد ورا ويد تحمل المقطف والفأس ، سألته عن طعام اولادها فبكى مثل النساء على أكتافها وقص لها ما حدث ، تألمت الزوجة وأخذت اولادها بين أحضانها تواسيهم الصبر وترويهم السلوان حتى الصباح ، أملة في الله أن يرزقهم ما يسد رمقهم وتبكي والعيال يبكون من الجوع

ونام عم الصلى ع النبي من التعب وما بذله من جهد مضني بحرارة الشمس ، ومرت ساعات الليل بين ظلمة القرية ونبح الكلاب من حولهم الا أن أقترب الفجر بعد ليلة مقمرة من ليالي صيف شهر يونيو

وسمعت صياح الديكة تسبح لله مستبشرة تشعر بقرب الفجر .
قام عم الصلى ع النبي لصلاة الفجر ، وذهب للمسجد ليتوضأ بعد أن أزال أثار الطين من يديه ووجه ، واقيمت الصلاة فأداها وخرج حاملا فأسه ومقطفه كل ما يملك من الدنيا وسار متوجها لبيت العمدة .

جلس أمام منزله حتى دبت الحركة بالشوارع
من يذهب لعمله ومن يصطحب مواشيه لحقله ومن يفتح محله حتى خرج احد الغفراء الذين يحرسون العمدة
سأله عاوز اية ياراجل ياعكر انت ع الصبح

رد عم الصلى ع النبي : عاوز حضرة العمدة لي شكوى وأولادي نايمين من غير عشا
وانخرط بالبكاء والصياح ، فسمعه العمدة وطلب من الغفير دخوله الدوار.

دخل عم الصلى ع النبي للدوار ، وساله العمدة : مالك ياراجل
رد ياحضرة العمد حميدة ….. طلب مني عمل بحقله أمبارح ولم يعطيني أجري ورفض نهائيا

رد العمدة : حميدة…..؟ انت مش عارف حميدة ياولا…..يبقى مين ؟
ونادى على الغفير وأمره أن يصطحب الرجل الى خارج الدوار وطرده ، والا سيقوم بحبسه

قام الغفير بتنفيذ أوامر العمدة ، وخرج الرجل في يأس لا يجد ثمن رغيف الخبز ، واتجه الى البحر الذي يفصل بين البلد التي بها وبلد أمامها ، لم يجد مركب أو صياد ينقله للبر الأخر ليجد عمل بها ، ولم يجد معدية ولا طريق لينقله اليها ، نزل الماء بملابسه يحمل فاسه ومقطفه وأخذ يسبح حتى غلبه تيار الماء وغرق بالبحر ولم يره احد وجرفه التيار

الى القرية الأخرى عاري الجسد مشوه المعالم
وتم نشله بعد عدة أيام وتمت تحقيقات النيابة والشرطة حتى أستقر الأمر على وجود بلاغ بغياب رجل من قرية مجاورة وتعرفوا على الجثة بأنها خاصة من زويهم قريب لهم وتم أستلامها ودفنها وعمل سرادق عزاء بأشهر القراء وانتهت ليلة العزاء
ومازال أطفال الرجل جياع ينتظرونه برغيف العيش ، ولا عزاء للسيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى