في ذلك الممر الطويل الذي يخلو من المارة الا من عمودين انارة، يكاد المار بجوارهما لا يراهما لضعف التيار الكهربي بهما.
الصمت يخيم على المكان الا من وقع أقدامه على الأرض، وصوت نباح الكلاب من بعيد يكاد يخلع قلبه من بين ضلوعه.
كانت منتصف ليلة من الليالي القمرية.
ضوء القمر أنس وحدته، وقضى على وحشة الطريق، وسار وهو يدندن أغنية لمحمد عبدالوهاب ( يا مسافر وحدك وفايتني).
وهو في طريقه سمع أقدام تسير من خلفه، همس في نفسه.
ربما شخص قادم يأنس به حتى يصل إلى البلدة التي تخلو من أي وسيلة مواصلات في هذا الوقت من الليل.
انتظر قليلا حتى يتقدم الشخص ويسيرا سويا، لم يتقدم خطوة واحدة فدق قلبه دقة ربما سمعتها أذناه من شدتها.
ربما شخص يريد أن يحدث به مكروه، أو يسرق راتبه الشهري، فلماذا توقف؟
ربما يكون الشخص الذي تشاجر معه في محطة الاتوبيس، قرر أن يأخذ بثأره منه مستغلا خلو الطريق.
غافل ذلك القادم وترك لقدميه العنان فظل يجري، ويجري من خلفه، حتى وصل إلى أول الطريق الموصل الي بلدته.
بدأ يستقر قليلا، ويشعر بأمان، فاستجمع كامل شجاعته، والتفت كي يمسك به، ويستفسر منه عن الموقف الغريب الذي اتخذه منه طوال الطريق.
فلم يجد غير ظله فأطلق ضحكة ربما كانت سخرية .
تابعونا على صفحة الفيس بوك.