أفادت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن عدة عوامل رئيسية أجبرت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على قبول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، رغم إصراره السابق على التصعيد. تضمنت هذه العوامل إرهاق الجيش الإسرائيلي واستنزاف مخزون الذخيرة نتيجة القتال على جبهتين في لبنان وغزة، بالإضافة إلى تصاعد المعارضة السياسية الداخلية وضغوط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإنهاء الحرب.
وذكرت الصحيفة أن القرار جاء بعد خسائر فادحة لحقت بحزب الله، وتعرض قوات الاحتياط الإسرائيلية للإرهاق بسبب استمرار القتال، مما أدى إلى تراجع مخزون الأسلحة. وأشارت إلى أن أهداف نتنياهو في لبنان كانت أقل طموحاً مقارنة بمساعيه لتحقيق انتصار حاسم في غزة.
في ظل تصاعد الانتقادات من وزراء اليمين المتطرف ورؤساء بلديات شمال إسرائيل، إضافة إلى المعارضة، قرر نتنياهو قبول وقف إطلاق النار، مبرراً ذلك بتحقيق أهداف العملية إلى حد كبير، وسط مخاطر متزايدة من استمرار الحرب.
يعقوب عميدرور، المستشار الأمني السابق لنتنياهو، أوضح أن القضاء الكامل على حزب الله ليس خياراً واقعياً، مشيراً إلى أن لبنان يمثل ساحة حرب معقدة وحزب الله يتمتع بقوة كبيرة يصعب هزيمتها بسرعة.
وأقر مسؤولون إسرائيليون بأن الهدف الأساسي للعملية كان إعادة عشرات الآلاف من سكان شمال إسرائيل الذين تم إجلاؤهم، ودفع مقاتلي حزب الله بعيداً عن الحدود لتغيير الواقع الأمني.
من ناحية أخرى، أوضح مصدر مطلع أن السياسة الداخلية في إسرائيل والولايات المتحدة لعبت دوراً حاسماً في توقيت الاتفاق ومضمونه. وأضاف المصدر أن “ترامب أراد إنهاء الحرب، ونتنياهو كان مدركاً لذلك”.
ورغم استمرار معارضة حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، إلا أنهم لم يهددوا بإسقاط حكومته بسبب الاتفاق، بخلاف تهديداتهم السابقة عندما توصل لاتفاق مع حماس في غزة العام الماضي.
تابعونا على صفحة الفيس بوك