
يعيش المواطن اليوم على وقع احتدام التوتر بين السلطة وبين الاتحاد العام التونسي للشغل. الاتحاد العام التونسي للشغل، المركزية النقابية، تمثل بالنسبة للتونسيين، وبالنسبة للطبقة السياسية احداثية اساسية.
مناقشة السياسات الاجتماعية في علاقه السلطة
في قراءة للمشهد السياسي، النقابات في جل بلدان العالم، لها وظيفة اجتماعية. النقابات تؤثر بثقلها من اجل تحسين وتجويد شروط العمل، من اجل مناقشة السياسات الاجتماعية في علاقه السلطة.
حشاد بورقيبة
لكن في تونس، الاتحاد العام التونسي للشغل مثّل استثناءً لكونه وُلِد في سياق حلف بين حشاد بورقيبة حلف سياسي نقابي جعل منه منظمة مسيّسة، نقابة مسيّسة.
الاحزاب السياسية
هذا التأسيس الذي طبع نشأة الاتحاد، جعله وظيفيا يتحول الى طرف تحكيمي او بالاحرى إلى مرجع تحكيمي بالنظر إلى الاحزاب السياسية.
تنظيم النقابي الوحيد القائم في البلاد
عند الاختلاف وعند التازم وعند التنازع يصبح الاتحاد طرفا اساسيا محوريا في درء مخاطر الفتن، آخرها فتنة كادت تعصف بالبلاد بعد اغتيال شكري بالعيد والبراهمي فالحوار الوطني وجائزة نوبل للسلام كانت بفضل هذا الدور الوسيط الذي اداه الاتحاد، لكن هذا لا يمنحه، بكل تاكيد، موقعا استثنائيا فوق الاحزاب هذا لا يمنحه صلاحية او شرعية ان يكون التنظيم النقابي الوحيد القائم في البلاد.
التعددية السياسية ومن الحالة الديمقراطية
الاتحاد تمتع بامتيازات منحه اياها وجوده ضمن الجبهة الوطنية تحت حكم الراحل الزعيم الحبيب بورقيبة، لكن التفرغات الاقتطاعية للانخراطات، يعتبر بالطبع امتيازا غير شرعي، بمعنى أن التعددية النقابية التي هي جزء لا يتجزأ من التعددية السياسية ومن الحالة الديمقراطية، من المفروض ان لا تمنح الاتحاد هذا الامتياز، من المفروض ان يكون الانخراط اراديا وان يكون نشيطا بمعنى “انخراط مباشر” بطلب مباشر من العمال.
النقابات يدفع بالساحة الاجتماعية
من جهة مقابلة، وبقطع النظر عن السياق الخاص، من الخطير ضرب التنظيمات النقابية، بمعنى ان غياب النقابات يدفع بالساحة الاجتماعية الى التوحش، الى توحش رأس المال، والى توحش الدولة وهذا امر خطير.
وزن السلطة السياسية
ضروري ان تبقى التنظيمات النقابية سلطة مضادة ووزنا مضادا لمعادلة وزن السلطة السياسية.
العمل الى مؤسسة استعباد جديد
ضروري دون ذلك ستستباح كرامة العمال، وسيتحول العمل الى مؤسسة استعباد جديد. وهذا أمر مرفوض بالطبع، هذا أمر لن يقود الا الى سيناريوهات، هي كالكابوس الذي يعيد الى ذاكرتنا والى اذهاننا أحداث ٣ جانفي ١٩٨٤.
تصحيح المسارات لدى النقابات
ليس المفروض ان نذهب الى ضرب النقابات، لكن من الطبيعي ان نعدّل وان نصحح المسارات.
تابعونا على صفحة الفيس بوك.