ثقافة وفن

الجزء الثاني من “حديثى مع نفسى” رواية حنين زائف الكاتب محمود الإمام.

كتبت حنان محمد بعرور

الجزء الثاني من “حديثى مع نفسى” رواية حنين زائف الكاتب محمود الإمام.

كتبت حنان محمد بعرور

حديثي مع نفسي

(نظرية الفراق )، لما تسمع حد بيقولك فى مره متسبنيش، ما صدقت لاقيتك، إبعد عنه فورًا؛ لإنه عنده مفهوم الفراق .. بيجى عليه لحظه يفارق .. قبل ما انت تفارق .. بس ساعتها مش هتعرف، مش هتعرف تفارق ! إبعد!.

 

 

من يحب يعطِ بلا حدود، ولا ينظر للخلف، ولا ينتظر المقابل . من يحب !.

قبل الذهاب، وقبل الشروع فى بدء فيلمها السينمائى الذى كان بطله يكرهه الكثيرون ..

حدثت مشاجرة بيننا، الكوافير رجل! قلت:

أنا مش عايز راجل يمس شعرك!

تقول آسيا :

بس لازم تتقبل شغلى زى ما هو، أنا مش بجبهم بمزاجى!

أنا متقبل شغلك وعلى عينى وعلى راسى، بس بردو مفيش راجل هيلمس شعرك، وقدَّرى إنتى غيرتى بقى!!.

بس دى الحاجه الوحيده اللى معرفش أغيرها، أنا طلبت من الإنتاج يغيروه والله، وهما قالوا مينفعش غير ده .. أعملك إيه تانى؟

كنتى من الاول تقولى.. مش تحطينى قدام الأمر الواقع، أنا محبش موضوع الأمر الواقع ده.

أنا والله ما بحطك فى أمر واقع.. بس هو الموضوع كده .. أعمل إيه؟!

هل أحبها إلى تلك الدرجة؟!

فلتُحرق إذن لو لم تكن تملك شبرًا واحدًا داخل أراضى قلبى الذى اتسع لها وحدها .

هل أغار إلى تلك الدرجة؟! السيدات كثيرًا ما يتقبل رجالها ذلك الوضع إلا أنا!. إنما وضعته كى أختبر صبرها وحبها لى ليس أكثر .

ولكن لا أقبله على أية حال! وضع يد أحد الرجال على شعيرات حبيبتى يفجر داخلى ثورة، تريد تحطيم كل من يقف بطريقها.

-لو رحتى بكره .. يبقى كل شىء نصيب.

مصعوقة تقول:

-كل شىء نصيب؟!

 

أقول بنفس الجدية:

رجعيلى كتبى، بكره أنا هرجعلك كتابك القديم بعد ما يتجلد.

بكاء وكلمة نصيب .. كيف قلتها؟! وكيف تقبلها لسانى؟! تسرعت كثيرًا. ليس غريبًا قولها فيما بعد عند (السوبر جيت) ، (عايزالك واحده أحسن منى!). الفراق كانت بدايته من عندى أنا. أنا من حاول التهام العقرب أولًا! أبراج العقرب لا يدع أحدًا يتركه أبدًا، وتلك كانت كذبتها، لقد تركتهم جميعًا كالسابقين وادعت العكس! سوف تعود، وعند العودة، سوف تجعلنى عاشقًا لها كالممسوس، وعندها تذبحنى! أليس أنا من حاول ذبحها أولًا بالفراق؟! أنا من بدأ، وهى سوف ترد الصاع. هل تفعل؟!

هى حبيبتى!. كلَّا لن تفعل!

 

****

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هى تقول:

إنت مين؟..

أنا فلان الفلانى، اللى حكتلك عنى من يوم ما تقابلنا .. أنا كذا وكذا.

أنا بحبك!.

وأنا بموت فيكى .

علمت أنها ذهبت! .. أنا معتوه! كيف أضع نفسى فى كفة وعملها فى كفة أخرى؟! وأخبرتنى شقيقتها أنها ومنذ عودتها تعد لك خطة لتفتك بك! وتفصل لحمك عن جسدك بكل نعومة! بالطبع لم تقل هذا. قالت: أتت باكية، تدمع بحرقة من أجلى ومن أجل قرارى. يا ويلى! .. لا ليست هى. لو بكت الأرض أجمعها لا تبكى عيونها! ماذا فعلت؟! أسرعت بالهاتف، وقلت لها بلهفة:

بحبك يا عبيطه .. واللى عملته ده كله من الغيره.

قالت ولا تزال آثار البكاء واضحة من نبرتها الحزينة:

بس ده شغلى وغصب عنى.

المره دى .. وأول ما يخلص شغلك .. كوافيره .. ها كوافيره!.

ضحكات .. ثرثرة .. عادت المياه إلى مجاريها،حديث عن يمنى صديقتها .. إلخ إلخ .

 

***

 

مع الزبونة تقاطعنى قائلة باهتمام:

هى معاها حق بصراحه! مكنش ينفع خالص تحط نفسك فى كفه وشغلها فى كفه تانيه.. إنت غالى وشغلها كمان غالى.. هى فعلًا مضطره تقبل.

-الموضوع مش كده .. الموضوع إنى بغير عليها؛ محاوله منى لإثبات حبى ليها، مش معامله أمريكانى، “أوبن ما يند” أنا شبراوى ودمى حر .

قالت :

ونظامك إيه فى الفلوس؟!

ههههههه! ده موضوع بزمتك تكلمينى فيه!

 

لا أنا بتكلم فى الموضوع بشكل عام .. بخيل.. كريم .. الكلام ده يريح القلب أو يتعبه، يعنى أى واحده فى الدنيا تحب يكون اللى معاها مكفيها من كل ناحيه!

رغم إن سؤالك سخيف، بس عمومًا مبدفعهاش مليم طول منا معاها، مثلًا مفيش مطعم مدخلناهوش فى بلدك، مفيش ذكرى مسبنهاش فى أى مكان، كل الأماكن، حتى بالرغم من الأزمه الماليه اللى كنت بعانى منها، ماكنتش حارمها من حاجه، رغم إنها فى الأول استغربت إزاى أدفعلها وأدفعلى! اكتشفت بعد كده إن كل زمايلها اللى حذرتنى منهم فى الأول سامية أختها! حذرتنى منهم وإن دماغهم متركبه شمال وهى هوائيه وبتجرى ورا أى تيار، زمايلها بيتعاملوا بنفس المعامله (المعامله أمريكانى) هى كانت مندمجه مع مجتمع ووضع مش بتاعها خالص، تقليد أعمى، حتى اخواتها، فرحوا جدًّا لما شافوا واحد هيرجعها لأصلها ويبعدها عن الوسط اللى هى فيه، واحد يكون مسؤول عنها، ويقف معاها فى وقت الأزمات، يسألها بشكل يومى عن الصلاه، أنا متربى على الجدعنه، مكنتش بخيل لا، الفلوس مكنتش مهمه عندى بالمره.

بس كانت مهمه عندها .

إزاى ده؟

يعنى هى كانت حبه يكون اللى معاها يكون معاه، بدليل المطاعم الفخمه و.. و.. زى ما بتقول، بتفضل الأماكن الحلوه دايمًا على سبيل الفشخره الكدابه، حد غيرها كان قالك وفر عشان تحوش.. مستقبلنا أهم وعلشان .. وعلشان..

حد غيرها كان بيحبك فعلًا؟!.

لا هى كانت بتقول.

يا سلام!

آه والله!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى