اخبارشعر

بين الأبناء والآباء! هل تعلم من الشقى والسعيد؟

بقلم: اسلمان فولى

ينشأ حب الإبن لأمه وتعلُّقه بها منذ ولادته حتى يصل لمرحلة نهاية الطفولة (قبيل البلوغ)،
ثم يبدأ هذا الحب في الخمول والتجاهل لفترة قد تطول أو تدوم.

والعجيب أنه رغم وجود هذا الحب المخبوء في قلب الإبن وعدم زواله إلا أنه يُنسى؛

فيعمى الإبن عما عانته أمه من الآلام لأجله، وأنها مصنع إنتاج المواد الخام للحب والرحمة،

ويتحوَّل حبه لها -بطريقة نُكرًا- إلى غُصص؛
فلا يبقى لها منه سوى المعاناة والألم، وقسوة رد الإحسان إليها بالجفاء والإعراض عنها وعن نصائحها!!)

أما حب الإبن لأبيه (ومعرفة قيمته في حياته) فدائمًا يتأخر؛
إما بعد أن يكون الأب ذكرى،
أو يُدركه حب أولاده لكن بعد فوات الأوان للأسف الشديد.

بعد أن يكبر الأب وقد أهلكته السنين، وأذهبت المتاعب والمشاق زهرة شبابه -في إحراق نفسه لأبنائه وأهل بيته كالشمعة التى تحترق نفسها من أجل أن تضيء الآخرين!

وهذا الجبل الشامخ (الوالد الذي هو منبع الجواهر الثمينة) يجد في مكابدته لأجلهم لذّته (دون شكوى أو ملل).

ورغم كل تضحياته وكدِّه وتربيته وتوجيهه لا يجد منهم جزاءً وفاقًا لعمله، ولا تقديرًا لما قدَّمه بعمره.. لأجلهم!

ولعزة نفسه، وحبه لأبنائه -رغم استمرار جفائهم وغفلتهم- لا يطلب منهم مقابلًا على فضله أو إحسانه!

(لأنّ التقدير والاهتمام والحب،
ورد الإحسان والود .. إن لم يكن نابعًا من الذات فإنه لا يُطلب).

وأما عن حب الوالدين لأبنائهما فاصمت!!

وإياك أن تُفسد جنة الحب ببلاغة حديثك؛ فحبهما لأبنائهما لا ينقصه فضل بيان، ولا طول حديث!!
يكفي فقط أنهما هما الوالدان (الأم والأب .. وكفى).

ولكن تغالبني فقط أربع كلمات تترجم شيئًا زهيدًا من بعض حبهما (احفظها عني):

أزلي: يبدأ قبل ولادة أبنائهم ولا ينتهي.

خام: لو أُذيبت مادته لأغرقت الأرض وبحارها حبًّا.

دائم: مستمر لا ينقص منذ ولادة أبنائهم حتى نهاية عمر والديهم، رغم عقوق أبنائهم وغفلتهم!

صادق: فلا محبة في الدنيا أصدق من حُب الوالدين لأبنائهما.

وخلاصة البيان والقول:

السعيد حقًا مَـنْ أدرك قيمة والده مبكرًا،
وحافظ على إكرام أمه وتقديرها دائمًا.. قبل فوات الأوان،
والشقى مَـنْ شقى بغفلته عن حب وإكرام والديه، والإحسان إليهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى