دمج حكومتي الدبيبة وباشاغا برعاية واشنطن في ليبيا
كتب احمد اسامه
تشهد الساحة الليبية في الآونة الأخيرة ضغوط وممارسات لا تخدم مصالح الشعب الليبي ولا تتماشى مع مطالبهم من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى جاهدة لفرض وصايتها على ليبيا وثرواتها عن طريق الترويج الغير مسبوق لمبادرة المبعوث الأممي لدى ليبيا عبد الله باثيلي.
وتعود الأحداث إلى توافق مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة على التعديل الدستوري الثالث عشر والذي على أساسه سيتم المضي قدماً نحو إنجاز القوانين الإنتخابية والعبور بالبلاد نحو إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة بتوافق ليبي-ليبي دون أن تدخل دول أخرى، الأمر الذي لا يتوافق مع أجندات الولايات المتحدة الأمريكية.
ولإفشال هذا التوافق، قررت واشنطن أن تستخدم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وتُعلن على لسان رئيس البعثة عبد الله باثيلي عن مبادرة مجهولة المعالم لإنجاز الإنتخابات بعيداً عن توافق مجلسي النواب والدولة، ووفقاً لما جاء على لسان باثيلي فإن المبادرة ركزت وبصورة كبيرة على ضرورة إيجاد آلية لإدارة عائدات النفط الليبي.
ومنذ الإعلان عن التعديل الدستوري الثالث عشر ورفض الجميع لمبادرة باثيلي، قررت واشنطن ممارسة ضغوطات على عدد من اعضاء المجلس الأعلى للدولة للرجوع عن قرار القبول بالتعديل الدستوري الثالث عشر، وهو ما اعلن عنه رئيس المجلس الاعلى، خالد المشري.
حيث إفتعلت واشنطن مظاهرات أمام مقر المجلس الأعلى للدولة وشارك فيها عدد من أعضاءه رفضاً للتعديل الدستوري الثالث عشر. وصرح المشري بعدها أنه تعرض لضغوطات خارجية لرفض التعديل ودعم مبادرة باثيلي.
وبعدها بأيام أعلن المشري عن مشاورات داخل المجلس لدمج مبادرة باثيلي بالتعديل الدستوري الثالث عشر والمضي نحو تشكيل حكومة مؤقتة جديدة بدلاً عن حكومة الإستقرار المُكلفة من البرلمان برئاسة فتحي باشاغا وحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وبالحديث عن حكومتي باشاغا والدبيبة، كشفت مصادر مطلعة أن فتحي باشاغا إجتمع بعبد الحميد الدبيبة في مدينة مصراتة بضغط من الولايات المتحدة في محاولة لدمج الحكومتين وتشكيل حكومة جديدة للإشراف على الإنتخابات الرئاسية، وهو أمر يرفضه الشعب الليبي، حيث أن مطالب الشعب تتضمن إقالة جميع الحكومات الحالية والتي فشلت في تحقيق مطالبهم على مدار الأعوام الماضية حتى يومنا هذا.
الكاتب والمحلل السياسي الليبي، أحمد الفيتوري، يرى في إجتماع الدبيبة بباشاغا في مسقط رأسهم مصراتة تمهيداً لما سيتم الإعلان عنه خلال لقاء مركز الحوار الإنساني في جنيف والذي سيكون بحضور كل من الرجلين برعاية من المبعوث الأممي عبد الله باثيلي.
الفيتوري أضاف أنه من المتوقع ان يتم الإعلان موافقة الدبيبة وباشاغا دمج الحكومتين وتكليف الأخير برئاسة مجلس الامن القومي، وبالتالي تكون واشنطن قد نجحت للمرة الثانية على التوالي في قطع الطريق المؤدي نحو الإنتخابات الرئاسية.
تحركات واشنطن والضغوط التي تُمارسها على الأطراف السياسية الليبية هو إنتهاك واضح لسيادة ليبيا وتدخل مباشر في الشأن الداخلي للبلاد، وهو امر يرفضه جميع أبناء الشعب الليبي وسبب كافي لدعم التعديل الدستوري الثالث عشر بدلاً عن مبادرة باثيلي الأمريكية التي تسعى لإطالة امد الأزمة السياسية.