حملات تبشيرية امريكية ضد الشعب في ليبيا
كتب أحمد أسامة
جدل واسع أثارته حادثة القبض على عدد من المواطنين ذوي الجنسية الأمريكية في العاصمة الليبية طرابلس بعدما إتضح أنهم يدعون الشباب للردة عن الدين الإسلامي وإعتناق المسيحية، الأمر الذي يُعتبر تعدي مُباشر على الدين الإسلامي وقوانين الشريعة الإسلامية والأراضي الليبية بصورة عامة.
فبعدما أن نجا أبناء الشعب الليبي من التنظيمات المتطرفة الإسلامية أمثال تنظيم القاعدة وداعش بفضل جهود الجيش الوطني الليبي الذي طردها من البلاد، أصبحوا الآن يواجهون خطراً جديداً من جماعات التبشير التي تسعى لإستقطاب الشباب الصغير لإعتناق الديانة المسيحية وترك ديانته الإسلامية.
هذا حيث أعلن جهاز الأمن الداخلي طرابلس، القبض على أحد الليبيين الذين ارتدوا عن الدين الإسلامي وأصبح يتخبط بين الالحاد والمسيحية. وأضاف الجهاز أنه تمكن كذلك من القبض على أحد الأجانب وزوجته، أمريكيا الجنسية، الذي كانا سبباً في التاثير على الليبيين للخروج من الدين الإسلامي وإعتناق الدين المسيحي.
وبحسب التحريات، المواطن الأمريكي، جيف ويلسون، يعمل كمساعد مدير بمركز “جيت وي” لتدريس اللغة الإنجليزية في طرابلس، وفي الخفاء يعمل لصالح منظمة جمعيات “الله” لنشر الميسيحية وإستقطاب أبناء الديانة الإسلامية عبر إغواء الشباب ببعض المزايا والوعود الواهية للوصول لمبتغاهم وهو إفساد المجتمع الليبي والتشكيك في عقيدته.
وقد نشر الجهاز اعترافات المواطن الأمريكي والتي قال فيها أنه ناقش مع صديقه في الكنيسة، كيف أن الشعب الليبي يحتاج لمعرفة قصة المسيح، مضيفا أنه أعطى نسخة من الإنجيل لأصدقائه الليبيين ولعائلتهم.
وذكر الأمريكي إنهم أحضروا عدة أنواع مختلفة من الإنجيل حتى يتمكن الناس من قراءته حسب وضعهم، موضحاً أنه أعطى أحدهم نسخة غير مرئية، لكن إذا وضع عليها ضوء خاص يمكنه قراءته بسهولة؛ لأنه في بعض الأحيان كان لا يريد البعض أن ترى عائلتهم أنهم يقرأون الإنجيل، فوفرنا لهم هذه الطريقة الخاصة.
جهاز الأمن الداخلي أكد أنه تم ايضاً ضبط عدد من الأجانب الذين قاموا بنشر المسيحية عبر منظمة “جماعة الله” الامريكية، والتي تتخذ من واشنطن مقراً لها. وسيتم محاسبة ومحاكمة الأجانب والمرتدين أمام القضاء الليبي.
مُحاكمة الامريكان في ليبيا لم تنال رضاء الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها على اطلاع بالتقارير المُتعلقة بإحتجاز مواطنهم في طرابلس من قِبل ميليشيا جهاز الأمن الداخلي، وأن الوزارة ستعمل لتقديم كافة المساعدة المطلوبة وإخراجه من البلاد.
وصف جهاز الامن بالـ”ميليشيا” أثار غضب عدد كبير في الداخل عدا حكومة الوحدة الوطنية منتهية الشرعية في طرابلس برئاسة عبد الحميد الدبيبة. حيث إنتقد آمر قوة الإسناد، ناصر عمار، صمت وزير الخارجية بحكومة الوحدة، نجلاء المنقوش.
وقال عمار في منشورٍ له: “وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش تمتنع عن التعليق على تصريح الخارجية الأمريكية بوصفها لجهاز الأمن الداخلي بالمليشيا بعد القبض على مواطن لها في طرابلس. ليس لنجلاء المنقوش إلا طمر رأسها في الرمال كالنعامة”.
من جانبه قال الكاتب والصحفي الليبي، أحمد الصغير، أن تدخل الغرب السافر وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية في الشأن الداخلي الليبي فاق حده ووصل إلى درجة إستقطاب الشباب لإعتناق الديانة المسيحية وترك الإسلام في شهر رمضان الحنيف، وهو أمر مرفوض وقد حان الآوان لوضع حد لهذه التصرفات.
الصغير يرى أن الحكومة منتهية الشرعية في طرابلس هي السبب وراء ما يحدث حالياً في البلاد، وهي من جعلت الشعب الليبي رهينة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وأفقد القضاء الليبي هيبته بعدما سلم المواطن الليبي أبو عجيلة مسعود للامريكان مقابل البقاء في السلطة.