مبادرة باتيلي أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية لفرض هيمنتها ليبيا
كتب أحمد أسامة
في حين يستمر المبعوث الأممي للدعم الى ليبيا عبدالله باتيلي بالتحركات من أجل العمل بمبادرته التي أطلقها والقاضية بإجراء إنتخابات رئاسية في ليبيا قبل نهاية العام الجاري، علق رئيس تجمع تكنوقراط ليبيا، أشرف بلها قائلاً: “إن المبعوث الأممي عبدالله باتيلي سيشكل لجنة رفيعة المستوى في كل الأحوال وربما تكون لبلورة الشكل النهائي للحل”.
وأوضح أن لجنة باتيلي القادمة ستكون خطوة استباقية في حال فشل لجنة 6+6 أو تقوم بوضع التعديلات على ما قد تنتجه اللجنة. ورأى أن البعثة الأممية لن تمنح مساحة زمنية واسعة لأي جمود قد يحدث وستنتقل للخطة البديلة فورًا.
يُشار الى أن لجنة 6+6 مهمتها إعداد القوانين الانتخابية، وهي مشتركة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا. وقد أكد عضو اللجنة عن مجلس الدولة، فتح الله السريري، انطلاق اجتماعاتها يوم الأربعاء القادم في ليبيا.
وسبق وأن أشار الخبراء في الشأن الليبي الى أن مبادرة باتيلي مشكوك في مدى نزاهتها بسبب هدفها الواضح في الإلتفاف على المجالس التشريعية في البلاد، كما أن الدعم الامريكي الذي نالته هذه المبادرة دون غيرها يؤكد مجدداً على السير على الطريق الأمريكي الملتوي.
ويربط الخبراء تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في ليبيا الذي أثار قلقاً رسمياً وجدلاً مجتمعياً بعد أن اتهم أجهزة أمنية وعسكرية بارتكاب جرائم وانتهاكات واسعة بحق الليبيين والمهاجرين السريين بالمبادرة التي تعجل بإجراء الإنتخابات.
فقد وفرت البعثة في تقريرها أدلة تثبت تورط أجهزة أمنية وكيانات رسمية في ارتكاب جرائم يرقى بعضها إلى مستوى جرائم الحرب، ومنها الاعتداء على النشطاء والصحافيين والنساء وأعضاء السلطة القضائية.
كما أكدت أيضاً توفر أدلة على تعرض المحتجزين والمهاجرين في مراكز الاحتجاز لتعذيب منهجي، والاستعباد الجنسي، والاغتصاب، مشيرة إلى أن بعض تلك المراكز تقع تحت سيطرة جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وخفر السواحل الليبية، وجهاز دعم الاستقرار، وكلها أجهزة رسمية.
والسؤال الذي يطرحه الخبراء بأنه كيف يمكن إجراء إنتخابات دون تهيئة ظروف مواتية لها، من تأمين مراكز الإقتراع وتوفير الأمن والأمان للمواطن، مع العلم بعدم وجود أي إشارة في المبادرة والتصريحات الأمريكية المواكبة لها بخطة عمل لتحقيق ذلك.
وهذا يؤكد المخطط الأمريكي الذي يهدف كما جرت العادة الى إخضاع البلاد لضمان الهيمنة الأمريكية وتدفق الموارد الطبيعية الى الخزينة الأمريكية، عبر تنصيب رئيس بإنتخابات مزورة النتائج.