قصيدة منقذ الأوطان للشاعر الكبير عمر فتحي إسماعيل
كتب حنان محمد
منْقِذُ الأوطانِ
ذكَرتْ بك الأوطانُ سابقَ مَجدِها
لمـا بذلـت النَّفـسَ فِـي إسعادِها
وتذكَّرتْ أبطالَها ورجالَها
فِـي سابـق الأزمـانِ من قُوَّادِها
فتبسَّمتْ بعد التَّجَهُّمِ والبُكا
واستيقظت من بعد طُولِ هُجُودِها
وغدا الهجيرُ بِها منالَ سعادةٍ
وغـدا السعيـرُ مزيَّنـاً بِمُرادِهــا
فَاسْعَدْ لآمَالٍ جَنَيْتَ سُلافَهَا
لَمَّـا قَطَفْتَ الشَّهْدَ مِنْ عُنْقُودِهَا
واستبشِرُوا بالفجر مُنْبَلِجَ الثَّنا
يـا معْشـر الثُّـوَّارِ مـن أولادهـا
إِنْ نَادَت الْعَلْياءُ هلْ مِنْ مُنْقِذٍ
فالخيْـرُ كُـلُّ الخيْـرِ فِي إِمدادِها
وإذا عدا عادٍ على أوطاننا
فاسْلُل سُيوفَ الحقِّ من أغْمادِها
وارْكُضْ إلَى شُعُبِ الكرامة والْهُدى
شتَّــان بيْـن جِبالِهـا وَوِهادِهـا
واسْعَدْ بِفِتْيَانٍ سَعَوْا لِشَهَادَةٍ
إِذْ لاذَ رُوَّادُ الْمُنَـــى بِشِدَادِهــا
دَفَعُوا عَنِ الأَوْطَانِ ظُلْمَ جَمَاعَةٍ
دَفَعُوا عَنِ الأَوْطَانِ ظُلْمَ جَمَاعَةٍ
وَعَلَوْا بِرُوحِ الْبَذْلِ فَوْقَ حُدُودِهَا
فالثُم تُرابا قد حوى جُثمانه
مِنْ حُورِ جنَّاتٍ حَبَوْا بودادها
أنت الذي لك فِي الْمحامدِ صوْلةٌ
لَم يأْلُ هذا الدَّهرُ من ترديدِها
يا مُنقذَ الأوطانِ إذ عصفت بِها
أطماعُهم والذلُّ بعضُ وَقُودِها
وتبَرَّأت أرضُ الكِنانة منهُمُو
فكما تَبَرَّا الشَمسُ من عَبَّادِها
فاعجب لأقوامٍ نضج لِظُلْمِهِم
كُـنّــا نَظُنّهُـمُــو ذُرا عُبَّادِهــا
فَوَقَفْتَ تَرْمِيهِمْ بِحَشْدِ رِجالِها
وهَزَأْتَ مـنْ جَلاَّدِهـا بِجِلاَدِها
حتَّى انتهى عهدُ الطُّغاةِ وصفَّقت
أمواجُ نَهرِ الْخُلد بعد رُكُودِها
واخضرَّت الشُّطآن من فرحٍ بِها
واخضرَّت الشُّطآن من فرحٍ بِها
فالموجُ بالأحضان طالبُ ودِّها
وحدا النسيمُ الطيبَ فِي سريانِه
وتزيَّنت بُسُطُ الرِّيَاضِ بوَرْدِها
والْماءُ قدسىُّ الْمنابعِ طاهرٌ
أرواحُنا عّطْشى رَجاءَ وُرُودِها
والنَّايُ غَنَّى بعد طُولِ تَجهُّمٍ
واستبْشرَتْ دُنيا الغِناءِ بعُودِهـا
وصَدَحْتُ بالشِّعرِ الشَّجِيِّ كأنَّنِي
بَشَّارُ فِي غَـزَلِ الكِعـابِ وصَدِّها
وهتفْتُ للتَّاريخِ حَسْبُكَ ماجرى
هــذا كِفَــاءُ الْمَكْرُمــاتِ بِزَادِهـا
قد أشرق “السيسي ” فَحَاكَى مَجدُهُ
ذِكْـرى جَـمـالٍ فِـي ذُرَا إِنْشادِهـا
قد كان وادى النيل مقهُورَ الْخُطَى
تـتـعَـثَّـرُ الأقـدامُ فِـي أصْفـادِهـا
والبؤسُ حَطَّ على البلادِ خِيامهُ
والقهـرُ أنْفَـذَ سَهْـمَـهُ بِشِرَادِهـا
والقهـرُ أنْفَـذَ سَهْـمَـهُ بِشِرَادِهـا
والآنَ عادت لِلْمَوَاكِبِ بَهْجَةٌ
تَشْدُو بِوَادِى الْخَيْرِعَهْدَ سُعُودِها
ولِخادمِ الْحرمَيْنِ والْعُرْبِ الأُلَى
عَدَّتْهـمُ العَلْـيـاءُ مِـنْ أجـوادِهـا
نُزْجِى الثَّناءَ وإنْ توقَّفَ عاجِزًا
إِبَّـانَ ذِي الأفْضالِ عـنْ تَعْدادِهـا
أبناءُ زايد والكُويتُ وأُردنٌ
والآلُ بالبَحْـرَيْـنِ مـن قُـصَّـادِهـا
إن يجمع العُربان صفٌّ واحدٌ
عجـزَ البغـاةُ جَميعُهُـم عن هَدِّها
*
وإمَامُنا فِي الْحقِّ شيخٌ طَيِّبٌ
قَـد نَـال والـثُّـوَّارُ مِـنْ حُسَّـادِهـا
وَعَلَى الْمَحَجَّةِ إِذْ يَصُوغُ مَقَالَهُ
لَبِسَـتْ لَـهْ الْغـَرَّاءُ أَغْلَـى بُـرْدِها
وَطَنِي بِهِ أَهْلُ الدِّيَانَةِ كُلَّهُمْ
فِي سَاحَةِ الإِنْصَافِ دُرُّ عُقُودِها
فِي سَاحَةِ الإِنْصَافِ دُرُّ عُقُودِها
وَلْيِجْزِهِمْ رَبِّي شَبَابَ بِلادِنا
مَنْ جَسَّدُوا بِالْفِعْلِ رُوحَ صُمودِها
مَنْ جَنَّبُوا الأَوْطانَ إِثْرَ جِهادِهِم
خَطَـرًا جَسِيمًـا عَاصِفًا بِوُجودِها
وَتَرَى مِنَ الزَهَرَاتِ فِي الْمَيْدانِ مَنْ
مَنَحَتْ سُلافَ الْمَجْدِ خَالِصَ شُهْدِها
أدعُوكَ رَبّي أن تُبارِكَ خَطْوَهُمْ
من أَلْهَمُوا الثَّوْرَاتِ سِرَّ جِهادِهـا
وأدِمْهُمُو زُخْرًا وَبارِك جُهْدَهُمْ
وَلْتَرْعَهُـم بَلَـدِي بِخَـالِـصِ وُدِّهـا
واكْتُبْ لنا يارب رُؤية أحْمدٍ
وزيـارةً لـلبـيـت إِثـر قَـصيـدهـا