كتب عبير مدين
أظن أن موسكو وجدت التعاون افضل مع طهران عن تل أبيب في هذه المرحلة،
فمن الصعب إقامة علاقات وثيقة مع طفل أمريكا المدلل أو الوثوق به واستمالته لاستقطاب اللوبي اليهودي في الغرب بما يعني التحكم في اقتصاديات تلك الدول،
لذا فالتحالف مع طهران أفضل رغم التوترات الداخلية والتي تهدد أحيانا بقاء نظامها الملالي إلا أنها عسكريا تعتبر الاقوى ليس من جهة التسليح فقط بل من جهة سيطرتها على مقاليد الحكم في عدد من دول المنطقة
والتي أصبحت أصابعها ترسم كثيرا من سياساتها وتاريخها وجغرافيتها أيضا بما يؤثر على كل دول الجوار
هذا التأثير بواسطة ميليشياتها التي توغلت بشكل سرطاني في المنطقة في محاولة ليس للمد الشيعي فقط بل في المقام الأول للسيطرة الاقتصادية والتحكم في طرق التجارة الدولية
ورغم محاولة خامنئي تبرئة نظامه مما يحدث في الأرض المـحتلة فإن ما حدث كان بتوجيه منه وفي صالح موسكو التي لم تقدم التعازي لتل أبيب في قتلى طوفان الأقصى
فقد تم تحويل الكثير من مساعدات الغرب لأوكرانيا إلى تل أبيب كذلك هناك أنباء عن انسحاب آلاف الجنود اليهود من الجيش الأوكراني وعودتهم إلى إسرائيل.
فهل تحسم موسكو الحرب على أوكرانيا لصالحها؟ وهل تنجح مساعي التهدئة لإنقاذ سكان القطاع المنكوب أم سوف تظل روح قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس تحوم في المنطقة تزهق مزيدا من الأرواح وتوقف قطار التطبيع العربي الإسرائيلي بإسم تحرير الأرض المحتلة؟!
وهل تحرك كتائب القسام سبقه اتفاق روسي إيراني؟
في لعبة السياسة صعب أن تعرف ما حدث خلف الكواليس لكن الطوفان أعلنت حركة حماس عدم معرفة أي شيء عنه بما يعني أن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة
أصبحت هي صاحبة القرار وأن حماس أصبحت الذراع السياسي للكتائب التي تحركها إيران باقتدار في لعبة النجاح فيها سوف يكون حليف من يتحرك بذكاء.
ּ