اخبارشعر

قصيدة (مَلَامِحُنــا) من ديوان (حديثٌ على الأعراف) للشاعر محمد خير .

كتب حنان محمد

قصيدة (مَلَامِحُنــا)
تاهَتْ ملامحُنا الجَلِيَّةُ تحتَ أوجاعِ المطرْ
كانت كَنَقْشِ الذكرياتِ على الحَجَرْ
كانت تُراسِلُنا الأماني في مَغَبَّاتِ ارتحالاتٍ مُقَيَّدَةِ الأثرْ

صوتٌ مِن الماضي المُغَيَّبِ في الضلوعِ يقول:
يا أسفي على عُمْرٍ كَعُمْرِ الظِّلِّ مَقْضِيِّ الوَطَرْ

صَوْتٌ يَئِنُّ مِن انْفِصامِ الحنجرةْ
في كلِّ مَرَّةٍ اسْتَعَدَّ لِصَرْخَةٍ
وَتَجَرَّعَ النَّفَسَ العميقَ
يعودُ خُذْلانًا لِساحةِ مَعْذِرَةْ
وكأنما اقْتَرَفَ الكَبائرَ غَفْلَةً أوْ عامِدًا


سِيَّانَ..
عادَ الرَّجْعُ صَمْتًا يَنْزَوِي في صَدْرِهِ
ويَدُقُّ بابَ المغفرةْ

هل ذي ملامحُنا التي كُنَّا نُؤَمِّل في غدٍ
فأتىٰ غدٌ وَغْدًا ضَرُوسًا
فُوُهُ أنيابٌ مُسَمَّمَةٌ تُسِيلُ بحورَ دَمْ
لا وقتَ لِلصَّرَخاتِ، للْآهاتِ
فُوهُ أتىٰ كما نارٍ تُجَيِّشُ في اللهيبِ سَوَادَها
والشمسُ شاحِبَةٌ شحُوبَ الروحِ في وادي العَدَمْ

نزفَ القلمْ

هل في ملامحنا رؤىٰ اللقيا التي كم أُجِّلَتْ
كم كُبِّلَتْ
كم مِن مواعيدٍ كَصُبْحِ الياسَمينِ تَفَتَّحَتْ
لكنَّها خُلْفًا على حَرِّ الترددِ أُذْبِلتْ

فتَمَثَّلَتْ جُرْحًا خِضَمْ

كم (سوفَ) لاحت في السماء نُجَيْمَةً لم تكتملْ أنوارُها
حتى استحالتْ صخرةً
والذكرياتُ إذا سألناها تقولُ لِـ(سوفَ): (لَمْ)
والْجُرْحُ دامٍ ما الْتَأَمْ

في غابةِ الأيامِ أشباحٌ رُؤُوسُهُمُو رُؤُوسُ أبَالِسَة
وعُيوُنُهُمْ تَرْمِي جذوعًا مِن شَرَرْ
ولَهُمْ حَوَافِرُ مِن جحيمِ الْغَيظِْ تُنْذِرُ بالْخَطَرْ
يتآمرونَ على موائدَ مِن دُخَانٍ

كيف يقتلعونَ مِنَّا (أُوكْسِجِينَ) الأمنياتِ
وكيف يَنْفُونَ المَلامِحَ عن خَرائطِ عَوْدَةٍ
هُمْ يخنقونَ الذكرياتْ
ويُخَلِّطُون التيهَ في رَحِمِ الجهاتْ

هم يَمْكُرُونَ ويَنْفثونَ التِّيهَ

هم يَمْكُرُونَ ويَنْفثونَ التِّيهَ في رأسِ القمرْ
إفْكًا شَرَوْا
لكنْ ملامحنا على هَدْيِ القلوبِ تسيرُ حتى المستَقَرْ
تحنو على وجعِ المطرْ
لمْ يُعْيِها طُولُ السَّفَرْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى