كتب حنان محمد
نصرمؤزّر
وقف الزّمان وأذْهل الْبدْرُ
وتساءلتْ فى أفْقها الزّهْرُ
وانْشق وجْه الأفْق عنْ عجبٍ
كيْف اسْتقام الْمسْلك الْوعْرُ
سيْر الْحوادث وفْق دوْرتها
أترى اسْتبدّ بفلْكها الْخورُ
أترى اسْترقّ السّمْع منْ بشرٍ
فجرى على أهْوائه الْقدرُ
كنّا نظنّ الْقاع ساكنةً
مهْما تعالى الْمدّ والْجزْرُ
فإذا سكُون السّطْح يخْدعنا
فنقُول لا جدٌّ ولا أمْرُ
أنّى وفى أبْصارهمْ رمدٌ
وكذاك في آذانهمْ وقْرُ
أسْد الْخطابة حِين تسْمعهمْ
رصدٌ وفى إقْدامهمْ صُبُرُ
وإذا انْتهوْا ولوْا لصحْبتهمْ
وكأنّ مقْصدهم هو السّمرُ
*
منْ ذا الّذى أحْيا بهمْ أملاً
مثْواه بيْنهموا هو القبْرُ
وأعادهمْ لقدِيم عزّتهم
وكأنّ غاية سيْرهمْ بدْرُ
فإذا تراب الأرْض مشْتعلاً
تحْت الرّمادة يُومض الْجمْرُ
وإذا بجنْد الحقّ قدْ نصرُوا
وإذا بجنْد الغدْر قدْ قهرُوا
واللَّه أكْبر فى توقّدها
هزّتْ جمُوع البغْى فانْكسرُوا
ويقُودهمْ فى زحْفهمْ بطلٌ
طلقات مدْفعهِ هى النّصْرُ
الجنّ تهْتف أنّ فعْلهمُوا
فى شرعنا حقا هو السحْرُ
بعْد الّذى صنعُوه لا عجباً
وقف الزّمان وأذْهل الْبدْرُ