شعر

قصيدة ( تحت ركام الصمت العربي) للشاعر محمد خير

كتب حنان محمد

(تحت ركام الصمت العربي)
كاحِلِي شَوْكَةٌ تُرْهِقُ الخُطُواتْ
وطريقي جنوحٌ
وَمَدَايَ ثباتٌ يُفْضِي لِثَباتْ
تحتي نارٌ مِن ركامِ الأسىٰ والذكرىٰ الرماديةْ

مقتولٌ تحتي وجعُ الإنسانيةْ

طِفلانِ على حائطِ بَيْتِهِما انْتَصَبَا
بعدما رَقَدَ السقفُ المقصوفُ
كَحُبْلَىٰ لَم يُدْرِكْها طَلْقُ وِلَادَتِها المنشودةْ
في عينينِ تَيَتَّمَتَا مِن حُلْمِ الغدْ
ورُفاتُ البسمةِ يبكي
لكنْ
لا آذانُ تَرِقُّ لهُ

وكأنَّ مداءاتِ الصوتِ المخنوقِ اقترفتْ جُرْمَ الغفلةِ عامدةً
لا ثَمَّ صدىٰ
لا ثمةَ رَدْ
يا زهرةَ بَيْتِهِما المقذوفة بالأيدي المقطوعةِ مِن كل الجيرانْ
عِطرُكَ مسجونٌ تحتَ جذوعِ الغدرِ
وتحت غيومِ الصمتِ

وتحتَ اللا تحتَ احْتُبِسَ بقبضةِ شيطانْ
أَلْهَمَهُ القَسْوَةَ إنسانْ
ها هي دُمْيةُ بنتٍ كانت تتلو آيَ المستقبلِ حُلْمَا
كانت تُنْشِدُ أبياتَ الشِّعرِ لكي تقطفَها قصيدةَ آمالٍ تَعْزفُ بحرًا يُدْعَىٰ سِلْمَا
كانت تضحكُ
كانت تلهو
كانت …

حتى قصفَ الليلُ الغاصبُ قَلَمَا

وأَحُثُّكَ يا كاحِلِي
أَخْرِجْ هذي الشوكةَ وانهضْ
قال: ألَا تُبْصِرُ نَزْفِي؟
قلتُ: انهضْ
قالَ: انزعْها فيَدَاكَ إذا لمْ تنتزِعاها، ما جَدْواها؟!
كانتْ تلكَ البنتُ تَرانا

تَسْمَعُنا
فأتتْ تسعىٰ
مَدَّتْ يدَها
نزعتْها عن كاحليَ المُدْمَىٰ
قالت: انظُرْ، إن العالَمَ شيءٌ أعمىٰ
هذي أمي
وهناك أبي
باتا شهداءْ
وأخي تحت ركامِ الصمتِ العربيِّ يُقاسِي الخذلانَ بِـ عَيْنٍ وبِـ راءٍ

وبِـ باءْ
يا عَمُّ، الحُلْمُ ثَوَىٰ أشلاءْ
شهداءٌ يُشَيِّعُها موكبُ شهداءْ
والأرضُ كما هي حُرَّةْ
غزةُ يا عَمُّ ستبقىٰ رغم القصف ورغم الصمتِ ورغمَ الخذلانِ لكل

بطولاتِ صمودِ البشريةِ دُرَّةْ
فانتفضَ على الشوكةِ كاحِلِي
والخطوةُ تلْوَ الخطوةِ تعصِفُ ثورةْ
العالمُ تحت حصارٍ يجثو
وهُنَا غزةُ تُرسِلُ للدنيا ألفَ رسالةٍ
إني حُرَّةْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى