شعر

قصيدة (مَجَـــرَّاتُ الْبَيَـــانْ). للشاعر الكبير الاستاذ عمر فتحى اسماعيل

كتب حنان محمد 

 

مَجَـــرَّاتُ  الْبَيَـــانْ مَجَـــرَّاتُ الْبَيَـــانْ
أنَا مِنْحَـةُ الْبَـارِي… لِسَــانُ حَضَــارَةٍ
بِهَــا يُلْهَــــمُ السَّاعِــي لِسَبْــــقٍ مُؤَمَّــــلِ
أَنَــا الْمِنَّــةُ الْكُبــــرَى وَرَحْــبُ مَدَارِكِـي
يُحَيِّـــــرُ ذَا اللُّــبٍّ الرَّشِيــــدِ المُؤَهَّــــلِ
يَشُــــدُّ مَجَــــرَّاتٍ مُحِيطِـــي بِسِحْــــرِهِ
وَتَنْشَـــــــطُ أَحْقَابًــا… لِإِدْرَاكِ أَوَّلِــــــي

وَتَنْقَلــــبُ الْأَلْـفَــــاظُ عَنِّــــي عَجَائِبًــــا

تُجَسِّــــمُ أَزْمَانًــا… وَأُخْـــرَى سَتَنْجَلِـــي
وَقَــدْ خَصَّنِــي الذِّكْـــرُ الْمُعَظَّــمُ بِالَّــذِي
تَوَلّــى… وَسُبْــلِي فِـي التَّوَقِّــي بِمقْبِــــلِ
وَكَشَّــــــفَ أَدْوَاءَ الْقُلُــــــــوبِ لِنَابِـــــهٍ
فَيَحْـــــــذُو سَبِيـــلَ الْخَاشِـــعِ الْمُتَعَقِّــــلِ

وَتَسْــــرِي بِــهِ رُوحُ الْجَمَــــــالِ لِعَالَــمٍ
وَضِيــــــئٍ بِتَجْوِيــــــدٍ لَـهُ… أَوْ مُرَتَّــلِ
وَمِــنْ أَلِفِــــي وَالــلَّامِ وَالْهَــــاءِ جُمْلَــةٌ
يُـــرامُ بِهَــا فَضْـــــلٌ وَفَـــــوْزٌ بِآجِــلِ
تَسَاقَــــطُ أَمْطَــــــارِي فَتَنْمُــــو أَزَاهِــرٌ
وَيَسْـــرِي شَــــذَاهَا مِـنْ جَنُــوبٍ لِشَمْـأَلِ

وَعَــاشَ رِجَــــالٌ يَرْفَعُــونَ لِــيَ الِّلــوَا
فّصِـــــرْتُ سّبِيــــلّ الْعِــــزِّ لِلْمُتَرَحِّــــلِ
وَلَيْــسَ الْغِنَــى بِالْمَـــالِ، لَكِنَّمَــا الْغِنَــى
بِدِيـــنٍ وَأَخْـــــلَاقٍ وَتَطْهِيــــــــرِ مَأْكَــلِ
وَرَوْدٍ لِآفَـــــــاقِ الْكَمَــــــــالِ بِهِمَّـــــةٍ
تَـرُومُ بِهَـا شُــــمَّ الْجِبَـــــالِ… فَتَعْتَلِــــي

حَمَلْــتُ جَمَــالَ الْكَــوْنِ طَــيَّ صَحَائِفِي

فَجَــــبَّ حَدِيـثَ الشَّانِــــــئِ الْمُتَجّمِّــــــلِ
وَفِــي الْأَزْهَــرِ الْمَيْمُــونِ كَــمْ مِنْ مُجَدِّدٍ
يَسِيــــرُ عَلَــــى نَهْـــــجٍ قَوِيــمٍ مُبَجَّـــــلِ
فَيُبْـــدِي مِـــنَ الْآرَاءِ كُــــــلَّ نَفِيسَـــــــةِ
تُيَسِّــــرُ عَيْـــشَ الـــــدَّارِسِ المُتَعَقِّــــــلِ

وَيَـا أَيُّهَـــا الْقَالِـــــي تَمَهَّــــــلْ سُوَيْعَـــةً
وَفَكِّـــــــرْ فَــإِنَّ الظَّفْــــــــرَ لِلْمُتَمَهِّـــــل
أَنَــا الْأُمُّ مَــا بَيْــــنَ اللُّغَــــاتِ.. وَخَالِقِي
حَبَانِـــي سِمَـــــاتِ السَّابِــقِ الْمُتَفَضِّــــلِ
تُـرَاثِـي مِـنَ الْإِبْـــدَاعِ بَــــاقٍ عَطَـــاؤُهُ
ثَرِيًّـــا… بِـهِ أَحْظَـــى بِمَجْـــــدٍ مُؤَثـَّـــلِ

بِأَنْدَلُــــــسٍ… إِذْ لِلتُّطَيْلِــــــــي فَــرَائِــدٌ
يَهِيـــمُ بِهَــــا الـــرَّاوِي بِعَقْـــــلِ الْمُحَلّـلِ
يُرَصِّــعُ أَجْــــزَاءَ الْمُوَشَّـــحِ… تُحْفَـــةً
فَيَسِقِــي الْعَطَاشَـــى لِلرَّحِيـــقِ الْمُفَضَّــلِ
وَيُدنِـي قَرِيضِــي فِـي الْعُـــلَا كُـلَّ غَايَـةٍ
تُـــؤَرِّقُ لُــبَّ الرَّاغِــــــــبِ الْمُتَأَمِّـــــــلِ

سَـلِ امْـرَأَ قَيْـسٍ سَـلْ أَبَـا الطَّيـبِ نَفْحَـةً

عَنَ الْحَسْـنِ سَلْ شَوْقِي… بحَافِـظ أَكْمِـلِ
وَأَفْصَــــحُ مَــــا قَـــــالَ الْأَنَــامُ، حَدِيثًــهً
حَبِيـبِ الْبَـرَايَـا سَيِّــــدِي خَيْـــرِ مُرْسَــلِ
وَفِــي الْجَــــرْحِ وَالتَّعْدِيـــلِ فِقْـــهٌ لِعَالِــمٍ
وَمَـنْ يَــرَ حَقًّــــــا دُونَــــــــهُ… فَلْيُدَلِّــلِ

وَعَـنْ صَوْلَتِـي فِـي الْعِلْـمِ وَالْفَـنِّ إِنْ تَشَا
وَعَــنْ سَبَحَـتِ الْقَـصِّ وَالسَّـــرْدِ فَاسْــأَلِ
وَقَــــدْ بَــدَأَ النُّعْمَــــــانُ فقْــــهَ مُجَــــدِّدٍ
وَمَالِـكُ ثُـمَّ الشَّافِعِـــــــي فَابْـــنُ حَنْبَــــلِ
وَفِـــي مِصْــرَ لَيْــثٌ لَا تُـــرَامُ سَمَــــاؤُهُ
وَيُحْمَــدُ لِلْأَفْــــذَاذِ جَهْــــدَ المُؤَصِّـــــــلِ

وَقَـدْ صَـاغَ أَمثَـالًا عَلَــى الدَّهْـرِ صَفْــوَةٌ
فَبَـــــــــانَ طَرِيـــقُ الْحَــــقِّ لِلْمتَمَثِّـــــلِ
لَقَــدْ سُـــدْتُ أَرْجَــاءَ الْبَسِيطَـــةِ سَاقَنِــي
مَيَامِيــــنُ مِـنْ نَسْــــلٍ كَرِيــــــمٍ مُكَمَّـــلِ
يَــرَوْنَ رُكُــوبَ الصَّعْبِ فِي الْحَقِّ هَيِّنًا
بِإِصْــرَارِ سَاعِيهِـمْ نَـرَي اللَّيْــلَ ينْجَلِــي

فَكَيْـــفَ أَرَانِــي الْيَـــوْمَ بَيْـــــنَ أَحِبَّتِــي

أعَانِـي مَصِيــــرَ الْمُسْتَبَــــاحِ الْمُضَلَّـــلِ
ضَعُفْتُــمْ بتَرْكِـــي فَاسْتَحَالَــتْ حَيَاتُكُـــمْ
كَجِسْـــمٍ سَقِيــــــمٍ شَاحِـــــــبٍ مُتَرَهِّــــلِ
فَهَــــلَّا تَدَارَكْتُــــــمْ مَصِيـــرًا مُهَــــدَّدًا
وَصَوْنِــــيَ يقْصِـــي عَنْكُــــمُ كُلِّ مُشْكَلِ

وَلَا تَخْذِلُونِــي وَانْشُــــدُوا لِــيَ نَهْـضَــةً
فَقَــــدْ ضَــلَّ قَــــوْمٌ ضَيَّعُونِــــي بِمَعْقِلِي
وَإِنْ رُمْتمُــوا تَعْوِيــضَ مَا ضَاعَ مِنْكُـمُ
وَدَرْءًا لِـــدَاءٍ جَاسِـــــــــــمٍ مُتَأَصِّـــــــلِ
تَعَالَــوْا لِأَرْجَائِــي الْفَصِيحَــةِ تَظْفَــرُوا
وَيرْجِـــــعُ سَاعِيكُــــمْ بِخَيْــــــرٍ مُعَجَّــلِ

وَمَــنْ رَامَ إحْـــــرَازَ الْأَمَانِـــيَّ نَالَهَــا
بِرَغْــــــمِ عَــــــــدُوٍّ حَاقِـــــدٍ متَكَتِّــــــلِ
فَيَــا صَــاحِ سِـرْ فِي محْفَلِ الحَقِّ وَاثِقًـا
وَأَقْصَـى حُــدُودَ الْجَهْـــدِ يَا صَـاحِ فَابْذُلِ
هُنَــا يُسْعِــدُ الْأَوْطَــانَ جَهْــدُ رِجَالِهَــا
وَتَهْنَـــا بِعَيْــــــشِ الْفَائِـــــــزِ الْمُتَظَلِّــــلِ

وَيَهْتِــــفُ أَرْبَــــابُ الْبَيَـــــانِ لِأُمَّتِــــي:
عَلَــــى دَرَجَـــاتِ الْمَجْـــدِ هَيَّـــا تَنَقَّلِـــي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى