غير مصنف

نص (الحنين إلى الماضى ) للكاتب والمحامي الاستاذ عبدالعزيز متولى الطباخ

كتب حنان محمد .

 

الحنين إلى الماضى

… إن الحنين إلى الماضى ، يبهرنا ، ويسعدنا ، رغم أنه موجع أحياناً .. فهو بمثابة تجميل ، وتلطيف لقلوب أرهقتها أحداث الحياة .. ومواساة لواقع موجع ، أليم .. وهو متنفس الحيارى ، والمعذبين ، والتائهين في بيداء الحياة …

… فنحن جميعاً نتوق ، ونحن إلى الطفولة البريئة ، إلى الأهل والحبايب ، والأصدقاء ، والجيران .. إلى الألفة ، واللمة ، والعشرة الطيبة .. والقلب الأبيض .. إلى تراب الوطن ، وثراها العطر .. إلى موسيقى الحياة ، ووحيها الملهم الفتان .. إلى أحاديث الحب ، والغرام ، والشجن ، والذكريات الدافئة …

… وما أجمل ذكرياتنا .. فى شهر رمضان المبارك .. ولياليه ، تلك التي تصغي لمناجاة العابدين ، وتنصت لآهات التائبين ، وتجري دموع الخاشعين .. فتبعث فى النفس تيارا دافقا من المشاعر الهفهافة ، تخشع له القلوب ، وتهتز الأفئدة من فرط سعادتها ، كالغصن الرطيب …

… ولكن .. أشد أنواع الحنين عذابا .. هو أن تشتاق لشيء بعيد .. شيء قد لا تراه أبدا .. رغم أنه قطعة من روحك .. شيء إذا تذكرناه يلمع بريق الشوق ، واللهفة فى العيون ، وتترقرق الدموع فوق المآقى …

… إن الذكريات ، تطل علينا دائما من نافذة الروح ، كندي الصباح ينعش الزهرة قبل ذبولها .. ومهما بدت هذه الذكريات حزينة أو مؤلمة .. فهي تبعث فينا الحياة من جديد .. لأنها تشعرنا بأننا مازلنا نحيا ، وما زلنا نعيش ، ومازلنا نشعر ، وما زلنا نحلم بيوم جديد ، يعيدنا من جديد …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى