مقال (إنسانية الرسول) للمفكر الكبير الدكتور أمان قحيف.
كتب حنان محمد
إنسانية الرسول
منطق الملاحدة فاسد عقيم ، وتفكيرهم يتسم بالضعف والهشاشة ، وبعضنا – للأسف – يظن أنهم غير ذلك .. حدث أن ناظرني ملحد يتخفى في ثوب العلمانية في دولة عربية شقيقة .. كان أمر النبوة هو محط الحديث .. ذهب الرجل يمتدح إنسانية الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – كان يمتدحه كإنسان ، غير أنه كان يتحفظ على القول بالنبوة .. أظهر أنه يرى النبي في قمة الإنسانية ، وأن لديه سموًا أخلاقيًا، وأنه رائع ، وأنه كان مثالًا للإنسان الرقيق والعظيم ، ؤأنه شخصيًا يحترم الرسول من هذه الناحية جدًا .. كان يقول ذلك عنه ثم يشير إلى أنه يتحفظ على مسألة النبوة .
استمعت له بإنصات وتركيز وتَفَهُمٍ لمنهجه .. وبعد أن انتهى من حديثه الذي يخدع مَن لا يعرف أهدافهم ويدرك أساليبهم ، حيث يظن بعض الطيبين أن صاحبنا بهذا يمتدح الرسول ويثني عليه ، لكن الحق أنه كان يسعى من خلال ذلك إلى تجريده من أعظم ما فيه .. إنها” النبوة ” .
من هنا فقد فاجأته بسؤال : الإنسان الذي يتمتع بهذه المواصفات الإنسانية الراقية جدًا والعظيمة جدًا ، هل يكذب ؟؟ فأجاب مسرعًا : طبعًا لا ، إنه لن يصل إلى هذا المستوى الأخلاقي وهو كذاب على الإطلاق . .
فقلت : إذًا لماذا تكذبه أنت ورفاقك من الشيوعيين وأدعياء العلمانية في مسألة النبوة ؟؟!! .
صمت صاحبنا ولم يجد ردًا .
أردفت أنا قائلًا : ثم إنك تقول إنك تحترمه ، وإني لأعجب وأتعجب ، كيف تقول بأنك تحترمه جدًا وتوقره وتراه عظيمًا جدًا، ثم تكذبه في نفس الوقت أنت ورفاقك ، هل تحترمون كذابًا ؟؟!! .. أليس هذا منتهى التناقض في تفكيركم ، وبالتالي في مختلف تصوراتكم !!.
إن زعمهم احترامه لإنسانيته ليس إلا مدخلًا منهم للتشكيك في النبوة والطعن في الرسالة .. تلك أساليبهم وذاك منهجهم .