شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد المراهقين الذين يستخدمون إبر التخسيس مثل “أوزيمبك” و”مونجارو”، وهو ما يثير تساؤلات العديد من الآباء حول مدى سلامة هذه الأدوية على أطفالهم. ورغم الاستخدام الواسع لهذه الإبر في إدارة السمنة لدى المراهقين، إلا أن الأطباء يؤكدون أنه لم يتم اكتشاف مخاطر صحية فريدة لها تؤثر عليهم.
ما هي إبر التخسيس للمراهقين؟
إبر التخسيس هي أدوية فعالة تساعد في خسارة الوزن وتحسين الصحة بشكل عام، ولكن يجب أن يتم استخدامها تحت إشراف طبي مع مراعاة تغييرات في نمط الحياة. تتركز الاستخدامات الأكثر شيوعًا لهذه الإبر بين المراهقين في الأدوية مثل “أوزيمبك” و”ويجوفي”، التي تُستخدم لإدارة السمنة والمضاعفات المصاحبة لها مثل مرض السكري.
الآثار الجانبية لإبر التخسيس على المراهقين
وفقًا للدكتورة فيبها سينغال، مديرة قسم سمنة الأطفال في مستشفى UCLA Mattel للأطفال، فإن الآثار الجانبية لهذه الأدوية عند المراهقين هي نفسها التي تظهر عند البالغين. تشمل أبرز الآثار الجانبية:
- أعراض هضمية مثل الغثيان، الانتفاخ، آلام البطن، والقيء في بعض الأحيان.
- الصداع والتعب.
- التهاب البنكرياس، الذي يُعد نادرًا جدًا.
وأشارت إلى أنه كانت هناك مخاوف مبدئية بشأن تأثير هذه الأدوية على الصحة العقلية، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن هذه الأدوية قد تساهم في تحسين الصحة العامة للمراهقين.
كيف تُحسن إبر التخسيس حياة المراهقين؟
يؤكد الأطباء أن فقدان الوزن بفضل هذه الإبر يمكن أن يؤدي إلى تحسين كبير في نوعية حياة المراهقين. فهي تمنحهم شعورًا أكبر بالطاقة والنشاط، وتساعدهم في الحفاظ على صحة أفضل وزيادة الثقة بالنفس. بالإضافة إلى ذلك، فإن فقدان الوزن بنجاح يشجعهم على تبني نمط حياة صحي مستمر، مما يساهم في الوقاية من الأمراض المزمنة في المستقبل.
هل إبر التخسيس آمنة على المدى الطويل؟
توضح الدكتورة سينغال أن الأبحاث حول تأثيرات إبر التخسيس على المدى الطويل لدى المراهقين ما زالت محدودة. وبينما أظهرت الدراسات الأولية نتائج إيجابية تتعلق بفقدان الوزن وتحسين الصحة الأيضية على مدى سنة أو سنتين، فإن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة الأمد لهذه الأدوية.
هل يمكن استعادة الوزن بعد التوقف عن استخدامها؟
تجدر الإشارة إلى أن علاج السمنة باستخدام الأدوية يتطلب غالبًا استخدامًا طويل الأمد. فإذا توقف المراهقون عن استخدام هذه الإبر، قد يتم استعادة جزء من الوزن المفقود تدريجيًا. لذا من المهم أن يلتزم المرضى بنمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام، إلى جانب المتابعة الطبية المستمرة.
البدائل الأخرى لعلاج السمنة لدى المراهقين
يُشير الأطباء إلى أنه يمكن النظر في بدائل علاجية أخرى مثل الأدوية (فينترمين، توبيراميت، ميتفورمين، إلخ) أو جراحة السمنة في الحالات التي لا تنجح فيها تغييرات نمط الحياة وحدها. ولكنهم يشددون على أن هذه البدائل ليست بديلاً عن النظام الغذائي الصحي والتمارين الرياضية، بل يجب استخدامها جنبًا إلى جنب لتحقيق أفضل النتائج.
خلاصة
إبر التخسيس مثل “أوزيمبك” و”مونجارو” قد تكون حلاً فعالاً للمراهقين الذين يعانون من السمنة، ولكن استخدامها يتطلب إشرافًا طبيًا دقيقًا. يجب أن يكون الهدف هو تحسين الصحة العامة للمراهقين والمساعدة في فقدان الوزن بطريقة مستدامة، مع التأكيد على أهمية اتباع نمط حياة صحي يشمل التغذية السليمة والتمارين الرياضية.
تابعونا على صفحة الفيس بوك