مقال

مقال “رمضان و الانتصار” للدكتورة هناء خليفة

كتبت : حنان محمد بعرور

ملحمة الإيمان والصمود في العاشر من رمضان”
رمضان والانتصار: ملحمة الإيمان والصمود في العاشر من رمضان

يحل علينا شهر رمضان كل عام بنفحاته الإيمانية وروحانياته العطرة، فيبعث في القلوب الطمأنينة و يشحن النفوس بالعزيمة والقوة، إنه شهر الصبر والانتصار على الشهوات، وهو أيضًا شهر الانتصارات الكبرى في تاريخ الأمة الإسلامية، ولعل أبرزها في العصر الحديث هو انتصار العاشر من رمضان، الموافق السادس من أكتوبر 1973، حين سطرت القوات المصرية ملحمة خالدة باستعادة الأرض والكرامة.

رمضان مدرسة متكاملة

يأتي رمضان ليكون مدرسة متكاملة في الصبر والجهاد، حيث يربي المسلمين على قوة الإرادة، والقدرة على تحمل المشقة، وكبح النفس عن الشهوات، وهو أيضًا شهر التضحية والبذل، هذه المعاني السامية ليست مجرد عبادات فردية، بل هي مفاهيم متأصلة في بناء الشخصية المسلمة، وتنعكس على سلوك الأفراد والجماعات، مما يجعل رمضان شهرا يعزز الإرادة والعزيمة، وهو ما ظهر بوضوح في انتصار العاشر من رمضان، حين كان الإيمان قوة دافعة نحو النصر.

لم يكن اختيار توقيت الحرب في رمضان مجرد مصادفة، بل كان قرارًا استراتيجيا عبقريا، حيث استلهم الجيش المصري روح الصيام والتحمل، وتحولت معاني الجهاد والصبر التي يجسدها رمضان إلى واقع عملي في ساحة القتال.

يوم العاشر من رمضان

في يوم العاشر من رمضان عام 1393هـ، السادس من أكتوبر 1973م، انطلقت القوات المصرية في واحدة من أعظم معارك العصر الحديث، حيث اجتازت قناة السويس، وحطمت خط بارليف الحصين، ورفعت راية النصر بعد سنوات من الاحتلال و الهزيمة، كان الجنود صائمين، لكن صيامهم لم يكن ضعفاً بل كان مصدر قوة، إذ استلهموا من رمضان روح الانتصار التي تحققت عبر التاريخ في معارك بدر، واليرموك، وحطين.

إن انتصار العاشر من رمضان يحمل لنا العديد من الدروس التي يمكن أن نستلهمها في حياتنا اليوم:

١- الإرادة تصنع المعجزات: كما تغلب الجنود المصريون على التحديات، يمكن لكل إنسان أن يتغلب على صعوبات الحياة إذا امتلك العزيمة والصبر.

٢- الإيمان قوة دافعة: كان الإيمان بالله، والاعتماد على النفس، والثقة بالنصر، هو السر وراء النجاح في معركة التحرير.

٣- الوحدة والتخطيط السليم: لا يتحقق النصر إلا بالتكاتف والعمل الجماعي المدروس، وهي قاعدة أساسية في أي نجاح سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي.

٤ـ رمضان شهر الانتصارات دائمًا: لم يكن العاشر من رمضان هو الانتصار الوحيد في هذا الشهر المبارك، بل كان امتدادا لسلسلة من الفتوحات والانتصارات الإسلامية.

وهكذا.. يظل شهر رمضان شهر الروحانية والانتصارات، حيث تتجسد فيه معاني التضحية والصبر والجهاد في أسمى صورها. وانتصار العاشر من رمضان لم يكن مجرد حدث عابر، بل كان تأكيدا على أن الإيمان والعزيمة قادران على صنع المستحيل. فكما انتصر المصريون في هذا الشهر العظيم، يمكن لكل فرد أن يحقق انتصاراته الشخصية إذا تحلى بالإرادة والصبر، مستلهما روح رمضان في كل جوانب حياته.

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى