ثقافة وفن

قصة قصيرة” في طوابير الانتظار”

كتبت: حنان محمد بعرور

في طوابير الانتظار

في شوارع غزة الضيقة، حيث تتشابك الأصوات مع أصوات المدافع، وقع الجوع كابوسًا على الأهالي. كانت “أمينة” تجمع أطفالها الثلاثة حولها، تحاول طمأنتهم بينما المخاوف تملأ قلبها. لم يتبقَ في البيت إلا قليل من الطحين، وكانت تنتظر دورها في طابور طويل لأخذ بعض الطعام من المساعدات القليلة التي تصل إلى الحي المحاصر.

شكو الأطفال من قلة الطعام

في الصباح الباكر، ارتدت أمينة عباءتها البسيطة وخرجت مع أطفالها إلى الشارع المزدحم. الناس هناك ينتظرون بصمت، ولكن هناك صوت آخر للأطباق والأواني الفارغة، صرخة ضجيج ترتعش له الأيادي الممدودة. الأطفال بدوا متعبين، عيونهم الغائرة تشكو من قلة الطعا.م كانت أمينة تراقبهم بقلق، تحاول إبعادهم عن الزحام والصراخ الذي يملأ المكان.

إخفاء دموعها و ابتسمت بضعف

عندما اقترب دورها، مدت أمينة يديها لرغيف خبز شبه متهالك وبعض حبات الأرز. ابتسمت للأطفال وهي تقسم الطعام بعناية، تحاول إخفاء دموعها. قال أكبرهم بصوت خافت: “أمي، متى سنأكل كما كنا نفعل؟ متى سنعود إلى المدرسة ونلعب؟” ابتسمت أمينة بضعف وقالت: “سنفعل، يا بني. سنفعل. الصبر قليلًا.”

بينما نام الأطفال جوعى

في المساء، بينما نام الأطفال جوعى لكنهم هادئون بفضل كلمات أمينة، رفعت هي صوتها في صلاة خافتة للسماء. قالت: “يا رب، كيف نصمد؟ الأيام طويلة والجراح كثيرة. لكننا نصمد.” وفي تلك الليلة، كتبت في ذاكرتها جملة لن تمحى: “في غزة، الجوع يعلم الصمود.”

الانتظار الطويل

في اليوم التالي، عادت أمينة إلى الطابور، وهكذا كل يوم. كانت ترى في عيون الناس نفس الألم، نفس الانتظار الطويل. لكنها رأت أيضًا عزيمة لا تنكسر. النساء يطبخن ما يُتاح لهن، والأطفال يلعبون بين الأنقاض، والرجاء يبقى في السماء.

سنعود إلى الحياة

في إحدى الليالي، بينما كانت أمينة تحدق في صور أطفالها المعلقة على الحائط، تذكرت أيامًا كانت فيها الضحكات تعلو، والطعام وفير. قالت بصوت خافت: “سنعود. سنعود إلى الحياة.” وبدت في عينيها شرارة أمل، رغم الظلام.

تابعونا على صفحة الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى