
يبدو بصُورتِهِ
يُخْفِي عن الناسِ ما يَبدُو بصُورتِهِ
خَطَّانِ من لَوعَةٍ حُفِرَا بجَبْهَتِهِ
كفارسٍ لم يَجِدْ من خَيلِ طاقتِهِ
إلا خيولَ النُّهَى من حِينِ كَبْوتِهِ
فيَمتَطِي ظَهرَها والريحُ عاصفةٌ
والعَقلُ صَوبَ المَدَىٰ ماضٍ برُمَّتِهِ
فجاءَهُ واحدٌ من وَسْمِ طَلعتِهِ
يَبْدُو عليه التُّقَىٰ من طُولِ لِحيتِهِ
مُؤكِدًا ما بَدَا في عَقْدِ سبحَتِهِ
فظنَّ مَن جاءَهُ حآلًّا لعُقْدَتِه
تلك العيونُ التي تَبْكي لنظرَتِهِ
على الحياةِ التي تُرثَىٰ بحِكمَتِهِ
نَظَّارةٌ للرُّؤَىٰ ليستْ لرُؤيَتِهِ
أولىٰ بها شاعرٌ في عِزِّ فاقتِهِ
وهالَـةٌ شَفَّها وَجْدٌ بمُهْجَتِه
ولَمْسَــــةٌ ما لها نِدٌّ لرِقَّـتِهِ
نامتْ عيونُ الدُّنَى عمَّا بيقظتِهِ
وأَيْقَظَتْ حِنْقَها عمَّا بغَفلتِهِ
تَنَمَّـرَتْ ذاتُهُ بالناسِ قَاطِبَةً
ورَانَ في وَجْهِهِم أَنْعامَ بَلْدتِهِ
هذا انفصامُ الذي صارتْ لَوَاعِجُهُ
تَهِيمُ في تِيهِهِ ، تَزهُو بنُدرَتِهِ.
تابعونا علي صفحة الفيس بوك