اخبارشعر

مقال عن (بارانويا العصر)بقلم المستشار محمد جمعة

رئيس المجلس الدولي للدفاع عن الحقوق والحريات.

كتب حنان محمد 

(بارانويا العصر)
انتشر في الآونة الأخيرة مرض جديد ساكنا وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مستفزة،

وهو مرض الشهرة والشو الإعلامي.
فكل ما أجده في تلك الأيام هو اللهث وراء الشهرة وجذب الإنتباه او ما يسمى بِوهْم العظمة.

فتأتي الشهرة عن طريق تصويرهم وهم يحسنون إلى الفقراء واعطائهم اشياء لمساعدتهم علي المعيشة أو مساعدتهم في أخذ حقوقهم، أو الظهور في بعض المؤتمرات مع شخصيات عامة ومعروفة، أو التحدث عن شخصيات هامة ومؤثرة في المجتمع.
لما كل هذا؟

ولماذا يبحث الإنسان عن الشهرة والشو الإعلامي؟
حتى ولو علي حساب الآخرين لماذا يبذل الإنسان كل جهده للفت انتباه الآخرين إليه بدون فعل شئ مفيد أو شئ يستحق حقا الإشادة وبالتالي يستحق الشهرة.

ما وجه الاستفادة من نشر صورتك وأنت تقدم الإحسان للفقير؟
ماذا استفدت في وضع صورتك مع شخصية مشهورة؟
حتى عندما يتم تكريمك بشهادة تقدير لم تكن بذلت الجهد لنيلها حقا.

فكلنا نعلم مصدر هذه الشهادات فإما المجاملات أو شراء بعضها من مؤسسات لا نعرف عنها شيئا، ونعلم أيضا انتشارها المستفز.
فيما عدا القلة ممن يستحقون بالفعل نيل مثل هذه الشهادات.

هذا حقا مرض بارانويا العصر “جنون العظمة”.
فكل ما يعانيه الفرد من الاضطهاد والكره والعزلة من قبل الآخرين، بالإضافة إلى العقد النفسية او الغيرة والحقد على الناجحين في حياتهم..

اسباب هامة للجوء الشخص لمثل تلك المهاترات، حتى يستطيع جذب الانتباه وتكوين سمعة وشهرة مزيفة.وقد يكون اهم الأسباب هى الحصول على الربح السريع او تكوين علاقات اجتماعية مزيفة مع شخصيات مرموقة في المجتمع.

هؤلاء قد نسميهم بائعي الهوى.
سبحان الله.. ما أكثر هؤلاء ممن فرغت عقولهم وتضخمت اجسادهم،
إلى هؤلاء الباحثين عن الشهرة والتألق احذروا!
فهذا الطريق قد يكون محفوفا بالمخاطر والمكائد.

وقد يؤدي هذا الطريق في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه، كالتردد على المحاكم او ان يكون مصيركم خلف قضبان السجون كما حدث مع هؤلاء أصحاب التيك توك كمثال حي.
اذن فحب الظهور والشهرة المصنعة هى آفة من آفات العصر وقد نهانا الإسلام عن مثل تلك الآفات…
﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ﴾

فندعو الله أن يمنحنا القدرة لمعالجة انفسنامن تلك الآفة التي انتشرت كوباء خفي يستشري في جميع مجتمعاتنا العربية..
نسأل الله عز وجل أن يزكي نفوسنا ونفوسكم.. وان يمنحنا التقى والتقوى.. أمين يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى