اخبارشعر

قصيدة (رشا) للشاعر صبحي جبريل مرزوق.

كتب حنان محمد 

 

رشا
كانت كزهرة نضرة حين تلقاها فى الصباح فتبصر قطرات الندى وهى تتساقط كأنها دموع الليل يبكى لفراقها.

بل يخيل إلى أن الندى عاشق راح يلثم خدها فى لحظة سكر صنعتها الطبيعة لترقص بها مع النسيم لنور الفجر.
تراها تتمايل مع النسيم كأجمل غادة راحت تتمايل لحبيبها ، ذاهبة فى فن آتية من فن من فنون السحر ؛لتبعث نيران غرامه بهذا الدلال الراقص ،ثم ترى الشمس كعاشق ثار ثورة قلب غار فترسل أشعتها تحرق قطرات الندى لإحتضانها لها طوال الليل.
رشا

كل أفكار الجنون واقعة فيها من خلال ثورة الجمال فى تكوينها الجسدى ،تراها تروح وتجيىء وفى كل حركة تجد جمالا يتولد من جمال آخر؛فلو ظللت العمر تنظر إليها لبقيت هذه المعان تتولد ….فلا تملك إلا أن تجن ..وتجن.

يرى العالم الزهرة فيقف عندها وقفة عابد فى محرابه،يتأمل سرا….يدور العالم فى رأسه حول فكرته ،فلا يعترض خياله إلا مايتعلق بعالمه فتراه زاهلا .. إلا حين يدرك معنى من مكنون سره ،فتراه ينشط كطير بللته السماء فنشر جناحيه يضرب بهما الهواء سعادة بنزول المطر.

يرى تلك الهيئة التى اختارتها الطبيعة رامزة بها للجمال فى روعة تكوينه الحى.
ويراها غيره فيطرب بها ويملأه السرور وإن لم تستوقفه وقفة العالم بمعانى الجمال.
رشا…

يؤخذا الاثنيين نفس الآخذة أول رؤيتها لأنها وحدها تكون فكرة العقل.
يتوقف العالم من حولك ،وتختفى الموجودات ولا يبقى غيرها…..
لحظة كأنها نفحة من نفحات الجنة حيث لا مكان ولا زمان ولا شعور غير شعور الإنسان بسعادته المنبعثة من خياله إلى حيز الوجود أمامه لحظة يرسمها صورة فى عقله.
رشا..

يتوقف الكلام……ويسجد القلم على الصفحة كعابد سجد فى محرابه يبكى اعترافا منه بزلته.
رشا..

تراها ..فتضعك بين أمرين ،أن تزيد فى قلبك ؛بحيث تراها فتزيد فى قدرتك على الرؤية بحيث ترى الشيىء وتحس به.
أو تأخذ من قلبك ..وهى تأخذ بقدر ما تزيد ولا يكون أخذها إلا من معان حرتيك فلا ترى قبلها يعد، ولا تراها إلا وتغض طرفك حياء وتسارقها النظرات نظرات عبد هام عشقا في سيدته.

ولهذا كنت أبصر رشا كالحزن ..نعم الحزن ؛فالحزن لا تخلوا منه نفس،وهكذا رشا لا يراها العالم بسر الجمال إلا ويحزن حزن من يريد أن يستأثر لنفسه بالأفضل لأنه يرى من نفسه أنه يستحقه.

ويراها غيره …فيدفعه جمالها فى عجالة نفسه إليها ؛ناسيا اشواكها ،غير أن اشواك المرأة تكمن في حيائها ،والحياء فى المرأة عمل نفسى فيها وهو مثل طبيعة الأسد في يرى نائم ولكنه مهاب ، ويمشى فلا يجرؤ أحد على الاقتراب منه … إنها الطبيعة …طبيعة السيد التى تجعل الجميع يحنى قامته إجلالا له.
والحياء فى وجه المرأة ..مثل الشمس فى وجه الدنيا …رمز قيام

حركة الحياة؛ وحياء المرأة هو شمسها وسر فتنتها التى تملأ وجهها والتى لا يراها ولا يحسها سوى القلب.
ومتى غابت الشمس ..أظلمت الدنيا فلا معنى للأشياء …ولا معنى للمرأة.
رشا..

ياحزن كل قلب رآك وطالع سرك ، وما فرحته إلا مثل الذى راح ينادى بعد مرور موكب الأميرة لقد رأيتها ..رأيتها فاجتمع الناس حوله ليصفها لهم فقال إنها مثل القمر….
نعم القمر ..لكنه يراه الأن بطبيعة جديدة.. يراه بوجه ذاد فى كل شيء معناه الجميل.
رشا…

آه ولا أذيد ..فلو جئت بكل بيت شعر بكى فيه صاحبه أو غزل رق حتى مس النسيم برقته ثم رأيت رشا لن تجد غير آه تعبر عنا يكتنفك من مشاعر.
رشا…

لا لا لن أوفى رشا حقها أبدا بكلمات ..لكن حاولت رسم ظلالا لصورة من أحرف مسها الغرام من كبد أرسلت نيرانه دموع العين تبوح بما يخفيه القلب من شوق لفتاة ملكت بالحب تلافيف الفؤاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى