كتب حنان محمد
صَبْرًاً يَا غَزَّهُ
صَبْرًاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ أَتٍ
إِحْرِقُوا مَا شِئْتُمْ لِلْمَمَاتِ
غَزَّهُ لَهِيبُهَا يُفْتَتُ الْأَكْبَادَ
الْيَوْمَ قَاتِلًاً وَغَدًا فِي التُّرَابِ
صَبْرًاً يَا غَزَّهُ الزَّيْتُونُ
سَيَأْتِي مَنْ يُحَرِّرُ الْأَوْطَانَ
وَيَمْلِئُ وَطَنِيْ عِزِّهِ وَشُمُوخٍ
مَا ذَنَبَ الرَّضِيعَ بِالرَّصَاصِ
يُسْلُبُ الْحُرِّيَّةَ وَالْفِطَامَ مَمَاتَ
يَا آلَ يَا سِرْ قَدْ عَادَ الِاسْتِعْبَادُ
فَصَبْرًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ آتِ
يَا قُدْسُ يَا مَحْرَقَةَ الْيَهُودِ
يَا بِنْتَ الْعَزِيزِ يَا بِلَادِي
قَدْ جَفَّ فِي عَيْنَيِ الدُّمُوعِ
وَالْقَلْبُ مَزَّقَهُ بُكَاءُ الرَّضِيعِ
مَتَى يَنْطِقُ الْحَجَرُ الْمَصُونُ
يَشْفِي جِرَاحَ مَسْرَى الرَّسُولِ
قَدْ خَسِرَ مِنْ حَرْقِ الْصَغِيرِ
وَقَتْلَ الْأَبْرِيَاءِ وَحَوْلَهَا لِرَمَادٍ
مَنْ يَسْمَعُ أَنِينَ سَجِينِ الْقُضْبَانِ
وَمَنْ يُبَرِئُنِي مِنْ تُهَمِ الِاسْتِعْمَارِ
وَالْقَاتِلُ أَخِي وَصَدِيقِي وَالْجَارُ
سِجِلَ أَيُّهَا التَّارِيخُ أَنَا فِلَسْطِينُ
وَأَنَا الْمُدَمِّرُ وَالْمَقْتُولُ وَالْجَانِي
وَأَنَّ عُرُوبَتِي بِكْرًا فِي الْمَخَاضِ
وَأَنَّ الزَّيْتُونَ لَفْظَ دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ
وَأَنَّنِي حُطَامٌ فِي حُطَامِ
لَمْ نُرِدْ طَعَامَكُمْ وَاغَاثَتِكُمْ
وَارْسِلُوا مَزِيدًاً مِنَ الْأَكْفَانِ
لِأَنْ تَصَحَّى ضَمَائِرُكُمْ
أَوِ اتْرُكُونِي وَحِيدًاً أَعَانِي
وَأَخْبِرُوا عُمْرًا أَنَّنِي أَذْبَحُ
وَالْعُرُوبَةُ قَدْ صَلَبَتِ الْأَيَادِي
تَرُكُونِي وَحِيدًاً فِي النِّيرَانِ
لَا أَحَدَ يَسْمَعُ أَنِينَ فُؤَادِي
لَا أَحَدَ قَلْبُهُ يَشْتَعِلُ يَحْتَرِقُ
لَا أَحَدًا يُغِيثُ الطُّفُولَةَ
لَا ضَمِيرَ فِي الْأُمَّةِ
لَا ضَمِيرَ فِي الْأُمَّةِ