اخبارشعر

قصة قصيرة (امرأة موشكة على الغروب) للكاتب محمد محمود غدية .

امراه موشكه على الغروب

كتب حنان محمد 

 

امرأة موشكة على الغروب

لم تكن الوحيدة فى هذا الكون غيرها الكثير، جوعى لكلام يدفئها فى صقيع وحدتها، ووحشة الخيبات التى تلاحقها، حتى لو كان كلاما كاذبا، مثل شجرة عارية فاجأها الخريف فى منتصف المسافة بين الحزن والغياب،

وعلى نحو ما بدا العالم اكثر وحشة، بينما كانت الشمس تلملم اثوابها فى حقائب الشجن والغروب، مؤسسة لوداع ما، لم تستطع التخلص من الحزن الذى امسك بها، ونشب فيها مخالبه الجارحة،

حتي السماء شاركتها الوجع وأربدت غيوما كثيفة، بحاجة الى مسكن ما، دموعها بمثابة السائل السحري الذى ينزلق على جروح روحها فيشفيها ويلحم تصدعاتها، انتابتها رجفة مثل التى تنتاب الطير حين يلتقي بصياد ماهر،

يلفها الصمت المطبق، جمرة نار فى ثلاجة

، صرخت حين ابصرت نفسها فى المرآة، وقد تركت شعرها دون تصفيف، كأنه فروة مغبرة لاسد يطارد فريسة استنزفت قواه، من ركضها خلف احلام بعيدة فى السحاب، سقطت مثل نجوم آفلة،

لم تستمع لنصائح الاهل والاصدقاء، ان الكتابة اثم عظيم تأكل خلايا الجسد، تقفز فوق سياج العقل، سممتها دواة الحبر، جرحتها أشواك الورود، وقبح الشارع وغياب الذوق والانسانية،

رائحته مازالت عالقة فى وسادتها، لابد ان ترفق ببدنها لا تحمله ما لا يطيق، الضعف يقودها الى المذلة والهوان، المرآة تدمع لأجلها وقد اصبحت روح موشكة على الغروب، صفرت القاطرة وتحرك القطار،

اخرجت منديلها وفعل مثلها وتبادلا التلويح الى آخر الرؤية،

مسكينة لا قاطرة هناك، ولم تبرح غرفتها شحيحة الضوء، تتضاعف الاوجاع حين يكون الانسان وحيدا، الهم لا يدوم، انظري كيف تسلل ضوء النهار من خلال زجاج نافذتك، وكيف تبددت العتمة التى كانت متكاثفة وجاثمة على روحك اللينة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى