متابعه حنان محمد
شريفة
تكاثفت السحب تلك الليلة .فأخفى الظلام معالم الأشياء،ثم انجلت هذه الغيمة ولاح القمر بدرا فى السماء كادت الاوكار تدفع بطيورها فرحة تشدوا
غير أن عصفور أخذه السهد بسحر الطبيعة فراح يشدوا لحن من عذب نبراته ،كأنه سر من أسرار هذه الليلة مع القمر ،لتكتمل خمرية هذه اللحظة.
وحركت الرياح أغصان الشجر مع النسيم طربا بما تسمع ،كأنها راقصات رحن يتمايلن من واقع هذا النغم الذى عزفته الطبيعة لتعبر به عن سر من أسرار العاطفة
لتثبت أنها النبع الأول للمشاعر
شريفة
رأيتها فى ثوب أسود أول مرة ،كل ما أعرفه أنى رأيت سرا سابحا فى هذا الليل المنسدل على هذا الجسد.
غير أنى رأيت داخله أكثر من لحم ودم ،داخله فكرة من أفكار النفس حين تحلق فى عالم الجمال رامزة للحب فى صورة من صور الإعجاز الفنى للتركيب الحى
غير أنه الليل فى غياب القمر لا ترى غير ما يحسه قلبك من معان تشعرك بالسعادة حين ترى القمر يتلألأ فى ثوبه الفضى ،يجعل القلب يكمل صورة لوجه ظنه وهم رسمه قلب شاعر فى خياله من عالم الحلم ،
فإذا به حقيقة فى وجه شريفة هذه أكثر من ملامح ..هذه أكثر من ملامح هذه معان الربيع تحسها من شذا الورد مع النسيم ،كأنها نفحة من نفحات الجنة تعكس للإنسان شيئا من معان النعيم
هذه أكثر من ملامح.. هذه أكثر من ملامح
صحراء …
تنذر رمالها الملتهبة بندرة الحياة فيها ..ويتراء من بعيد طير يتهادى بجوار بئر ماء يخبر أنه معنى الحياة وسرها
هذا هو فمها
يعلوه أنف يكاد لا يرى بين وجنتين كعقدتى ساحر نفث فيهما كل ما حفظه من رقى الحب ليبوح بسر الغرام هذه أكثر من ملامح..هذه أكثر من ملامح
عيناها …
.آه لكل قلب عرف الحب وهده العشق.وقاسى الغرام الذى يخرج الإنسان بنسمات الهوى من ضيق آلامه إلى بحبوحة السعادة حين يجدها واقعا فى حسه وشعوره ،وتعود به صورة الحياة فى النفس من صور الجمال الخفى ،مثل الحلم يتراءى النائم يخبره عن السعاده فيجدها حقيقة فى عين من أحب
هذه أكثر من ملامح.. هذه أكثر من ملامح
شريفة
ترى عينها …
.فستوقفك الحيرة ،ترى ملكا تجبر أحاطه الحرس إن تطلعت إليه فأنت مهلك نفسك . ومع ذلك ترى روحية صافية معين عابد أسبل الدمع خشية فى جوف الليل ،دموعه سرج تضيء الوجه نورا يجعلك تطمئن له ،ولا تستفيق من هذه اللحظة إلا وفؤادك أسير هواها
هذه أكثر من ملامح..هذه أكثر من ملامح
ترى وجهها فيشعرك بالدفء الذى تجد فيه معنى الوطن.
