المليجى والدقن ، كنت طالب في معهد الفنون وكان فيه فيلم وعايزين ولد صغير يعمل مشهد في الفيلم، وجابني الأستاذ جمال مدكور عشان أقوم بالدور، وكان أول مشهد ليا في حياتي في السينما قدام الأستاذ محمود المليجي وهو كان نجم كبير مشهور ومعروف وأنا كنت مجرد طالب في معهد الفنون ونكرة،
تصوير المشهد فى الغيط
المشهد كان المفروض بيتصور في الغيط بتاع أبويا وأنا بزرع فيه والفنان محمود المليجي كان بيقوم بدور إقطاعي كبير، ومطلوب مني في الدور اشاغب معاه لأنه عايز يلعب بأختي.
وفعلا روحت الأستوديو الساعة عشرة الصبح و أدوني الورق علشان أحفظ الدور وعلى الساعة خمسة بعد العصر، بدأنا التصوير، فقالوا فين الواد بتاع المعهد، تعالي. قعدت أبص للأستاذ المليجي وهو ولا كأنه شايفني أو حاسس بيا،
بروفات تصوير
وبدأنا نعمل بروفة وبعد المخرج ما قال يلا تصوير، وأنا بشتغل مع الأستاذ محمود المشهد، وهبدأ أقول الحوار، وفي نص الكلام ببص في عينيه لقيت عينيه مسيطرة عليا تماماً، اتلخبطت ونسيت كل الكلام اللي مفروض أقوله وكل ما في ذهني ضاع، وبضحكته اللطيفة جاء وطبطب علي كتفي وقال لمخرج العمل الاستاذ مدكور “عشر دقايق هنشرب فنجان قهوة”.
المليجى عزمني على قهوة
راح الأستاذ المليجي قالي: “تعالى.”، وروحت معاه للبوفيه وطلب قهوة، وقالي: “تشرب قهوة؟”. قلت: ” لأ” ، طلع سيجارة وقالي: “تدخن.” ، قلت له: ” لأ” ، وهو بيشرب السيجارة قالي: ” مالك أنت مرتبك ليه، أنت كويس مش وحش، الكلام اللي بتقوله ده هو مش قرأن، أفهم الكلام اللي بتقوله ده وحس بيه ومتخفش، متخليش الشخصية تسيطر عليك، أنت طالما حسيت بالكلام ممكن تقول كلام احسن من المكتوب، و متخفش من حد.”
وعملنا مع بعض بروفة في “البوفيه” ، وروحنا مكان التصوير، وعملت المشهد من أول مرة، وبعد ما خلصنا المشهد سألني الأستاذ المليجي: “أنت اسمك ايه؟” ، قلت له: “اسمي توفيق الدقن”. ضحك وقال: ” دقن ! ، طيب أنت هتكون ممثل كويس وأبقى افتكر كلامي ده كويس.”
المليجى صديقي
ومن وقتها بقينا أصدقاء وعملنا أعمال كتير مع بعض، وكان بيرشحني في أدوار بدل منه لما يكون مش فاضي، وبقي هو بالنسبة ليا الاخ والصديق والمعلم، وأخدت يومها منه درس تمثيل في ساعة يساوي 4 سنين دراسة في المعهد، يعني مشهد واحد جمعني مع المليجي يساوي سنين دراسة.”