القمر الحزين
في المساء ذهبت مريم الي شرفه منزلها بعد أداء واجباتها تشرب كوبا من الشاي متأمله و ناظره الي القمر كانت تفكر في شئ يشغلها و فجأه رأت القمر يبتسم لها، فتعجبت و في ذات اللحظة ملكها الخوف و تحولت ملامح وجهها من البراءه و اللمعان الي الرهبه و الخوف و ملكها الرعب أكثر عندما تحدث القمر و قال : لا تستغربي أيتها الفتاة انا اتحدث و أضحك و أبكي و أشعر كمان، لا تخافي مني انا كنت حزين و أريد ان أتحدث مع أحد فرأيتك تنظري إليا بتأمل فأردت أن أتحدث معكي. فقالت له : ما سبب حزنك يا قمر، فقال : أحزن لأن بعض الناس يقولون أن ليس لي قيمه. فقالت : و من قال لك هذا ؟؟ قال لها : لأنني في الأصل جسم معتم و أنير بسبب إنعكاس ضوء الشمس الساقط عليا، فقالت مريم : أنا أحبك و أنت تفيدنا في أشياء كثيرة، فقال : نعم أنا لدي الكثير من المهام رغم أنني معتم مثل أنني أنير الشوارع ليلاً و ارشد الناس في الصحراء ليلا، و لكن أنا مازلت حزين فردت مريم : لماذا؟؟ فقال لها : لأن الشمس كل يوم تظهر كقرص و تكون واضحه كلها و لكن أنا خلقني الله سبحانه وتعالى متغير، فردت عليه و قالت : أنا مش فاهمه ماذا تعني بكلامك هذا ! فقال لها : أنا مثلا في بدايه أي شهر هجري فيكون إسمي محاق و بكون صغير جدا و يبدوا أنني مختفي ثم أكبر قليلاً و يكون شكلي هلالاً فأظهر و لكن أبدوا و كأنني صغير أيضا ثم أكبر مره آخرى الي أن أكتمل و أكون بدراً و ذلك في منتصف الشهر الهجري مثل هذا اليوم ثم أرجع صغير مره أخرى في باقي الشهر و أظل أصغر فأصغر حتى بدايه شهر هجري جديد و كذالك أظل طوال العام الهجري كله فهمتي ماذا أعني يا مريم، فردت عليه مريم مبتسمه و كلها شجاعة و حماس و قالت : أريد أن أعلمك شيئا لم تنساه أبدا لا تضع حد معين في رأسك و لا تقارن نفسك بأحد و حب نفسك و ثق فيها و هي مستحيل أن تخذلك و أحمد ربنا ديمآ على أي نعمه أعطاها لك و لا تقول في يوم من الأيام ليه يارب ما اعطتنيش هذه النعمة، و أريد أن أقول لك إن يوجد بعض الناس و أنا منهم يحبون الشمس لأنها واضحه و بعض الأوقات تكون مفيده و لكن في أغلب الأوقات تؤذينا بحرارتها و خاصة في فصل الصيف و مع ذلك لا نستطيع العيش بدونها فهي مصدر أساسي للضوء على الحياه، فمن الممكن أن عندما ربنا سبحانه وتعالى يجعلك تظهر كل يوم و كأنك واضح جميع الناس سوف تكرهك لأنهم إعتادوا عليك دائما، فالتغيير مستحب !!!!
رد القمر قائلاً : أحببت كلامك و سوف أسمع بنصيحتك ، فجأةً نادت والده مريم عليها شكرت مريم القمر على هذا الحديث الممتع، فقال لها : اشكرك على نصيحتك و ركزي في دراستك، مريم : حاضر يا أجمل قمر سوف أجلس كل يوم خمسة عشر في الشهر لأراك مكتملاً دائماً . القمر : سوف انتظرك !!
تابعونا على صفحة الفيس بوك.