ثقافهفن

قصيدة نثر”كل صباح” للشاعر عبد الرزاق خمولي الجزائر

متابعة: حنان محمد

كل صباح

كل صباح أنا أرقب سرب الحمام على شرفتي ..
فأفتح نافذة في الشمال..
و نافذة أخرى..
على محمل الجد نحو الجنوب ..
أرتب آخر ما تبقى من الفصل قمحا ..
وانثره في الفضاء الفسيح ..
كي يحط حمام ويشتم رائحة القمح ..
و رائحة الخبز..
والمفردات..
أنا أول من يحط الحمام على كفه في المساء ..
فيصبح كفي عشا ..

وكفك عشا..

وكف القصيدة عشا ..
وأسمع صوت الحمامات كي لا تغار ..
أعد الحمام الصغير صباحا
ثم أعد الحمام الكبير ..
أعد فرادى..
ومثنى..
وجمع مذكر ..
و مؤنت ..
وسالم..
وأبقى حتى يعود ..
مساء ..

لكي أطمئن انا..

ولكي لايخاف الحمام ..
وحين ينام جميع الحمام في عشه دافئا مطمئنا ..
قد انام انا ..
فسجل عندك أنني آخر من ينام ..
بعد نوم الحمام.
فمذ كنت طفلا وكان الحمام فراخا صغيرا
تقول القصيدة لي ..
لماذا طلبت الصداقة مني ..
ولماذا تخطيت عرف القبيلة مني ..
وعرف المدينة مني..
وأرسلت لي بريد تحايا..
ثم بريد سلام..
هي تقول ..
ولربما تسأل ..
بصيغ من مجاز
عتاب..
ولوم..
ولم تدرك بعد..

بأن البيادر حينها كانت تعد قمحها للحمام..

وكنت أحاول إضافة فصل جديد..
لفصل الفصول ..
قد أسميه أنا فصل اللجوء ..
وفصل التشبث بالارض ..
وفصل الحصاد ..
و لربما قد تسميه انت فصل قبول ..
وفصل قصيد ..
لترضى الحمامات عنك ..
فتطعم أفراخها مرتين ..
وكل صباح سأبقى أأثث نص القصيدة جدا ..
وجدا ..
كي لا تغار الكتابة منك..
والقراءة منك..
وسرب الحمامات منك ..
ومنك..
ولكي تستقر قليلا..
و لا تسافر بعيدا الى مدن البرد ..
والثلج ..
والقطب ..

تابعونا على صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى