قصيدة ( وعدٌ باللقاء) للشاعر محمد خير
كتب حنان محمد
(وعدٌ باللقاء)
عيناكِ إعجازُ البراءةِ والرضا
وهي السهامُ الْمُتْرَعاتُ إذا جَرَىٰ أمرُ القضا
عيناك سيفٌ في الضلوعِ الهائماتِ على أثيرِ الشوقِ في كَفِّ الفضا
وهي امتثالُ اللاَزوَرْدِ على شفاهِ البحرِ
ما حَنَّ الأصيلُ لِموجِهِ
أو ما مضيٰ
عيناكِ طَيْفٌ هَزَّ قافيَتي دلالًا فاعْتَرَتْها رعشةٌ
فسألتُها
ما بالُها
قالتْ سُحِرْتُ بِرِمْشِها
حتى استُبيحَ الجَرْسُ فِيَّ مُرَوَّضَا
هاتانِ عيناكِ اللتانِ فَتَنَّنِي وأسرنني
ونزعنَ إيقاعِ الهدوءِ بألْحُني
فنَبَشْنَنِي
وَرَمَيْنَنِي في حيرةٍ مخمورةٍ
ونَسَيْنَنِي
في عثرةٍ مِن أَزْمُني
ماذا جنيتُ مِن الهوى إلا انتظارًا لا يجيءُ
وقد دعوتُ الله لُقْيَا طرْفِكِ المختالِ نأيًا
أَمِّنِي
كلُّ اشتياقٍ قَبْلَ عينيكِ المرصعتيْنِ بالإشراقِ أمسَىٰ عارِضا
وأنا الذي عن كلِّ حواءٍ سواكِ أبيتُ ليلِيَ مُعْرِضَا
إنْ لم تَجِيئِيني على شغفِ اللقاء حبيبتي
قد ضلَّ سَعْيِي في الوصالِ
وراحَ عُمري وانقضىٰ
فادْني لكي يحنو الزمانُ على الشغوفِ المستهامِ
فهل يكونُ الوعدُ حُلْمًا مُجْهَضَا؟