كتب حنان محمد
المدثر أمُدَثَّرٌ في الفراش هاكُمُ التنزيلا
قم فأنذر ورتِّل القرآن ترتيلا
أفلا تقومُ لكي تُهِيبَ بأمةٍ
عاشَتْ دُهورا مع الضلال طويلا
ألِفُوا الفساد وقد تزايد غَيُّهُم
ورثوا السفاهةَ جِيلا ثم جيلا
عبدوا اللواتَ وقدسوا العُزَّي
قصدوا مَناةَ وقدموا التبجيلا
وَأَدُوا البناتِ وقد أداروا ظهورَهم
وقلوبُهم صارت حجارةً سِجِّيلا
أكلوا المَواتَ وقد تَسافَح دمُّهم
وعاثوا فسادا وقتَّلوا تقتيلا
أفلا تقوم لكي تبدِّد ظلمةً
أياخيرَ من زمَّل الغطا تَزْميلا
بكَ الملة العوجاء سوف تُعَدَّلُ
وستُملَؤ الأكوان أذكارا وتبتيلا
هذا ظلامٌ سوف يُسرِج بهجةً
وستشرِق الأنوار في الدُّجَي قِنديلا
هاكم القرآنَ فاقرأ وارتقي
فقد أتاك مصدقاً توراةً وإنجيلا
وأكمِل بناءً قد تشاهَقَ صَرحُهُ
أنت الذي سوف تَزيدُهُ تجميلا
عيس وموسي والخليل تعاهدوا
أن يُسْلِموه إليك مُزَركَشا وجميلا
ياخيرَ من وطِئ الثري بنعالِهِ
وتاقت لثغره الحصا تَقبِيلا
لَسوف تهفُو جذوع النخيل لحضنكَ
وليس يرضي بالغير منك بديلا
سيظل يبكي حتي تَمزَّق جوفُهُ
كأنين العِشار لمَّا يصير عليلا
طال الأنين وقد تعالي صوته
وإذا مالزِمتَ فقد شَفيْتَ غَليلا
وستنبع الأمواهُ من بين أناملٍ
عِذَابا فراتا شُربُها وغسيلا
هذا طعامٌ سوف يُشبِعُ زُمْرةً
من الصِّحاب ولو ما يكون قليلا
إذا مادعوتَ فقد أجيب دعاؤكَ
وتَهامَرتْ أمطارٌ بالبقاع طويلا
و كانوا عِطاشا قد تَيبَّس زرعُهُم
وعَمَّ القُحُوط القري وسبيلا
والقمر المنير بجوف السماء تَشقَّقا
ليكونَ لصدقك شاهدا ودليلا
جمعتَ المكارمَ والمحامدَ أحمدُ
وأتيتنا خَيارا من الخَيار سليلا