شعر

دراسة للدكتور أيمن عياد لقصيدة الشاعر الدكتور وحيد زايد(طابور الخبز)

كتب حنان محمد 

 

طابور الخبز
حيث قال: دكتور أيمن عياد عن الدكتور وحيد زايد، أنه شاعر متميز فى إبداعه متمكن من لغته وأساليب صنعته والدليل من خلال تعمق لأسرار الإبداع وموطنه في جانب من منجزه الإبداعى وعبقرية اللغة .

وقد حاولت في قراءتي لقصيدة ( في طابور الخبز ) استبطان العلاقة بين التركيب أو الشكل الصياغي والمعنى الكامن فيه، حيث تنبنى القصيدة على شكل مقاطع متوازنة ومتناظرة وهيئة دراسية دالة على وعي الشاعر بلغته وذاته

التى تكتبها فى لحظة مثقلة بالهم والصمت والتأمل فى الميتافيزيقى ( فى عصر اللا وقت ) ، وهو لم يكن وحيدا يبتغى الخلاص مع رفاقه فى صراع وجودى حتى يصل إلى لحظة التنوير

 وإنما يذهب بأحلامه بعيدا ، ليغفو ويستفيق ثم يعود بعدها كل شيئ إلى أصله ، ومبتدى أمره ، يعود إلى جسد القصيدة : ( دفنت كنزي بين الضلوع .. وأخذت أعود أدراجى ) إلى الواقع فإذا بالطمع البشري متجسدا في صورة كلب لاهث مفجوح ( منتفخ الأوداج )

يتوسل كسرة خبز ، مبديا قناعته ، وعند اقتراب الفعل انقلب ولم يوف بالطلب ، وهاجم كالهصور ( الليث ) حتى غلب ووثب ففاز بكل الرغيف ، ولم يبق للمحسن إلا الفتات وعض الأنامل حسرة .

ولا تنتهى دائرة الطمع البشري فى كدح المتعبين الذين يقفون دائما فى آخر الصفوف ( وعدت إلى حيث يوما بدأت .. لأبدأ فى دورة الناعور .. وفى آخر الطابور وقفت .. إلى يوم ينقر فى الناقور .. ونمت ) .

وتشكل المفردة في الخطاب الشعرى ( عند زايد ) جزء من مكون جملى ، أو تشكيل لغوي خاص ، يتصل من خلاله بالجمهور ، ويأتزر به من سلطة صاحب الفرن ( في طابور الخبز وقفت .. الساعة مثلي وقفت .. كل الناس وقوف .. صفوف صفوف صفوف …إلخ )

وهو يعتمد في تشكيله اللغوي على التجانس الصوتي الذى يعد ملمحا أسلوبيا بارزا في مثل قوله ( رجل وامرأة وصغير .. طبيب وغريب وغفير .. طفل في يده نفير .. صفير ) ( صوت .. وصمت .. وسوط ) ……….

وهو فى أعماله يترك بصمته الشعرية وصوته المتميز بين أصوات كثيرة فى عالم الشعر ، ولاشك أنه عبر عن وعيه بالواقع فى تجلياته ومفارقاته ودخل فى جدل خلاق حين بعث الروح فى جسد الكتابة من خلال وعيه بتجربته ولحظته الإبداعية ،

وهو فى حراكه الإبداعى يستعيض أحيانا عن صوته بموزاريات رمزية تجسد نظرته الكونية ، وتوصل صوته عبر وسائل مراوغة كما في قصيدته الأخرى ( لوح السيرياليزم ) .

وأحسب أن شاعرنا كان موفقا فى استلهام رؤيته ووعيه بالواقع ، متمكنا من لغته من خلال رصيده الكامن في ذاكرة اللغة ، مؤمنا بقضيته ، متعاطفا مع قضايا مجتمعه وهمومه ، مستمسكا بقيمه حتى فى لحظة الضعف والانكفاء على الحاضر بعد أن أثقلته الخطى ولاعبه الأمل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى