للصديق الصالح شفاعة : بقلم انوار محمد
كتب انوار محمد
كان السلفُ الصالحُ رحمهم الله يَحرِصونَ على مُصاحَبَةِ الأخيارِ والصالحينَ أشدَّ الحرصِ، ويَجتنِبونَ أهلَ السوءِ والعطالَةِ ممن قد يُؤَثِّرُ فيهم بألفاظِهِ أو بأفعالِه, قال إمام التابعين الحسنُ البصري رحمه الله تعالى: استَكثِروا من الأصحابِ الصالحينَ في الدنيا، فإنَّهم يَنفَعونَ يومَ القيامة.
قيلَ لَهُ: كيفَ يَنفَعون؟
فقال الحسن البصري: بينما أهلُ الجنةِ في الجنة، إذْ تَذاكَروا أصحابَهم في الدنيا وأحوالَهم، فيقول قائلُهم: ما فعلَ صديقي فلان؟- أنا كانَ عندي صديقٌ في المدرسةِ، أو ربما في الحيِّ الذي أسكنُ فيه،
أو في الجامِعَةِ، أو في العملِ معي- لا أراهُ في الجنة، ما فعلَ صديقي فلان؟ فيقالُ: هو في النار، فيقولُ هذا المؤمنُ: يا ربِّ لا تَكتَمِلُ لَذَّتي بالجنةِ إلَّا إذا كانَ معي صديقي فلان، عندَها يأمُرُ اللهُ تعالى فَيُخرَجُ صديقُهُ من النار إلى الجنة –
لا لأجلِ عملٍ صالحٍ من قيامِ ليلٍ أو صيامِ نهارٍ أو قراءَةِ قرآنٍ أو صدقَةٍ، وإنما شفعَ له صديقُه فإكراماً لصديقهِ الذي في الجنةِ أُخرِجَ هذا إليه- فيقولُ أهلُ النارِ: عَجَباً! مَن شَفَعَ لَه؟أأبوهُ شهيدٌ؟ فيقالُ: لا، أأخوهُ شهيدٌ؟ فيقال: لا، أشفعت له الملائكةُ أو الأنبياء؟
فيقال: لا،
وإنما شفعَ لهُ صديقُهُ فلان! عندَها يقولُ أهلُ النارِ: {فَمَا لَنَا مِن شَافِعِين* وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيم * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِين } يا َليَتنا نَرجِعُ إلى الدنيا لنُعيدَ النظرَ في أصحابِنا.