شعر

نص (الحياة مسيرة تجلي) للفراشة الحالمة الدكتورة نجوي سلام.

كتب حنان محمد

 

الحياة مسيرة تجلي

في أعماق الجُب السحيق، حيث يختبئ النور خلف ثنايا الظلام، ويبدو الأمل كومضة خافتة في ليلٍ بلا قمر، ترعرت بذرة ملحمة الصبي الذي نسجته الأقدار فصار عزيز مصر ،

صبيٌ أُلقي به إلى هاوية النسيان، لا لذنبٍ اقترفه، بل لحقدٍ دفين وغيرةٍ مريرة من الذين حوله. ولكن، حتى في أحضان الجُب الباردة، كان هناك دلو النجاة الذي انتشله، ليفتح بابًا لمصيرٍ جديد.

 

ذاك الصبي الذي بيع بأبخس الأثمان،

كانت قيمته الحقيقية تفوق الجواهر والذهب. في قلبه كانت تكمن الحكمة والصبر والإيمان الراسخ بأن كل محنة هي مجرد فصلٍ في رواية الحياة العظيمة. كان يُعدّ نفسه بروية وتؤدة، لأنه كان يؤمن أن لكل شيءٍ وقتٌ محدد.

تحوّل الصبي إلى عزيز مصر، ليس بقوة السلاح ولا بجبروت القهر، بل بنور الحكمة وبصيرة الفطنة. كل خطوةٍ في مسيرته كانت تُعلّمه درسًا جديدًا، تُهيئه ليكون القائد الحكيم الذي يُنقذ شعبًا بأسره من شبح الجوع والدمار.

قصته تزرع اليقين بأعماقنا أن كل صفحة قاسية

في دفتر أيامنا قد تكون مجرد مقدمة لأروع فصول حياتنا. الألم والمعاناة ليست إلا نهاية مرحلة، بل هي النار التي تُصهر الذهب، تُظهر الجمال من بين ركام الأحزان.

وأن الحياة بكل منحداراتها وانكساراتها ليست سلسلة من الأحداث المتناثرة، بل هي مسيرة تحولٍ وتجلّي ، فالصبي الذي أُلقي في الجُب وانتشله دلو وبيع بثمن بخس، كان يُعدّ بصبرٍ ليكون عزيز مصر، ليُرينا أن ما نعتقده نهايةً قد يكون في الواقع بدايةً جديدةً مفعمةً بالأمل والإمكانيات.

هذه القصة تُعلّمنا أن ننظر إلى محننا على أنها منح،

وأن نثق بأن الأقدار تخبئ لنا في طياتها أروع الهدايا، وأن نعيش كل يوم بإيمانٍ وأملٍ بأن الغد سيكون أروع. فلنتذكر دائمًا، أن الصفحة القاسية في كتاب أيامنا قد تكون مجرد مقدمة لأروع صفحات حياتنا.

تمسكوا بالأمل واليقين في الله
واعلموا أن رب الخير لا يأتي إلا بكل خير ، ففى أقداره اللطف الخفي ومعه كل أطواق النجاة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى