غدا تتفتح الزهور..غدا تتفتح الزهور ، ثلاثة أشهر كاملة و(ندى) نزيلة أحدى المصحات النفسية, تخضع لعلاج مكثف من المهدئات يجعلها تقريبا غائبة عن الوعى جُل الوقت ,تستفيق لدقائق معدودات تصرخ منادية على زوجها واولادها بصوت مكروب يمزق نياط القلوب ولكنهم لا يجيبون لأنهم ببساطة قد لقوا حتفهم فى حادث مروع أُودعت ندى على أثره المصحة جراء صدمة نفسية حادة. تعاودها أحلام اليقظة لتذكرها بتلك المكالمة الهاتفية التى تم ابلاغها فيها بالحادث,هكذا ببساطة مكالمة هاتفية تنهى كل شئ.يا الهى الرحيم أيوجد قلب خلقته يتحمل كل هذا الحزن؟ أخلقت روحا تصبر على مثل ذلك العذاب ؟
رحمة الله ثم مهارة الاطباء جعلتها تتشبت بتلاليب حياة باردة فى جسد هجرته روحه منذ يوم المكالمة المشؤومة,سمح لها الأطباء بالخروج من المشفى على ان تتابعها ممرضة مدربة,خرجت ندى الى بيت ابيها وقد اضحت شبح انسان دائم الحزن لا يأكل الا لقيمات تفى بالكاد ما يقيم صلبه.بكت أمها طويلا وهى تستعطف مولاها, أهذة ندى التى لطالما أترعت جنبات البيت مرحا وحياة؟ كانت ندى تستيقظ من نوم صنعته المهدئات لتجلس ساهمة فى حديقة المنزل تحاول ان تشغل نفسها بأى شاغل ولكن طيف الراحلون الأعزاء كان يأبى ان يفارقها و يوم المكالمة التعسة لايبرح خيالها.
كان صباحا معتدل الطقس من أيام شهر مارس وقد عاودت الخضرة غزوها المحبب لزروع حديقتهم الأنيقة عندما قدمت (رحمة) الممرضة التى ترعى شئونها , بصرت ندى بفتاة صغيرة لم تتعد السادسة من عمرها تقبض على طرف ثوب رحمة فى هلع ظاهر.كانت ندى تعرف ان لرحمة أولاد كبارفقط,سألتها من الطفلة؟ ,فأجابت هذة ( زهرة) تمت لها بصلة قربى وقد ماتت أمها بعد ابيها ولا عائل لها واصبحت الأن مقطوعة من شجرة كما يقال ثم أردفت رحمة وافق زوجى الطيب، رغم رقة حاله على ان نكفلها .مدت ندى يدها الى زهرة بالسلام أجفلت الصغيرة قليلا قبل ان تمد يدها ثم تلقى بنفسها فى أحضان ندى والتى احست حياة جديدة تدب فى أوصالها.
فى المساء سألت ندى أبيها اذا ما كانت تستطيع أن تكفل زهرة؟,وافق ابوها على الفور وقد استشعر املا قد يهب روحا جديدة لجسد ابنته المكلومة. انتقلت زهرة الى المنزل وقد فتحت ابواب الربيع على مصراعيها لتهب منها رياح الامل اللينة ونسائم الرجاء الرقيقة. عاودت السكينة زيارة روح ندى على استحياء ثم استوطنتها ليغرد طائر كنارى أخضر على شجرة رمان مزهرة هناك فى الحديقة الغناء.
زارت ندى النادى لأول مرة منذ فترة طويلة ومعها الزهرة,قصت على صديقاتها القصة, تحمس الجمع-وقد أودع الله الرحمة فى قلوبهن-لفكرة كفالة الأيتام.ساعدت علاقات ازواجهن على انجازالاوراق القانونية المطلوبة لانشاء مجمع متكامل للكفالة يقدم خدمات انسانية راقية,أصبحت ندى مديرة المجمع وقد زادت الزهور الى ستين زهرة كاملة خلال فترة وجيزة.اصبح المجمع بزهوره الندية هو حياة ندى الجديدة وكلما مر طيف الأعزاء الراحلين ابتسمت مطمئنة القلب وهى تمتم الحمد لله.
تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك