ثقافة

قصة قصيرة “امرأة وثلاثة وجوه” الشاعر محمد محمود غدية.

كتبت : حنان محمد

امرأة وثلاثة وجوه

امرأة رقيقة المشاعر حلوة، يتوارى النسيم والصباح خجلا لطلة وجهها النضر، خدودها اشبه بثمر التفاح الناضج يدعوانك ويعلمانك انك فى مواسم القطاف،
اذا تكلمت لا تسمع صوتا وانما همسا تحسبه موسيقات هادئة عذبة، فى جملة الامر بستان ورد فى امرأة
تحمل مشاعر الحب البكر، فقط ينقصها النضج والتجربة، فى واحدة من عاصفات الحب التي ضربتها فجأة، اندلعت نيرانها التى اضاءت واحرقت، ولم تستطع سيارات الاطفاء وصنابير المياه اخمادها،
تطير بك نحو السماء فوق بساط الريح ومصباح علاء الدين، عصر الاساطير والسحر،
لتسقط بعدها على الارض، عادي جدا ان تتحطم ضلوعك ويشج رأسك، لا تنسى انك من حرضت فى نفسك حبا، لم يكن له وجود اصلا، وكتبت فيها الشعر، وتفاخرت وتعاظمت الى ابعد حدود التفاخر والتعاظم،
كانت تبطن عكس ماتظهر، وحدك تحت زخات المطر وظلال الصبح الرمادي، تنقل خطاك المثقلة فوق برك الماء والوحل والضباب، مشردا فى صخب العالم الواسع،
مقعدك المتهالك فى المقهى القديم والنادل، يدعوانك لاحتساء قهوتك المرة، احساس مرير برحيل الاشياء الجميلة، تراه وهو يتقاطر وجع فى عينيك، لم تفلح فى اخفاء وجهك من النظارة والنادل الذى سارع بإحضار بضعة مناديل ورق،
رحلت عنك، لكنها لم ترحل منك،
كما لم تفلح فى اخراجها من تحت جلدك، رغم استخدامك سكين حادة جديدة،
امرأة ثلاثية الاوجه الاولى تحمل مشاعرالعقل والثانية تحمل العاطفة والثالثة مشاعر طفلة،
الثلاثة فى عراك لا يهدأ، العاقلة ترفض العاطفية اذا احبت وتحاسب الطفلة اذا لعبت وتعثرت،
ديوانك أغاريد الذي فاز بالمركز الاول فى النشر الاقليمي، للهيئة العامة لقصورالثقافة، شاهد على حبك لها،
كتبت لها فى الاهداء :
الى حبات المطر واللؤلؤ والمرجان، الى مظلتي ومعطفي فى برد الشتاء، تحتسي آخر قطرة فى فنجانك الثاني، تدفع به فى جوفك دون تلذذ، كان لابد من الانفجار بعد احتباس،
كما البركان،
تطهر من المرارات التي تجرعتها رشفة رشفة،
وقت ان كانت تسكرك دون خمر،
انفض عنك الآسى والوجع
وعيش الحياة التي تفيض بالمشاعر والسوسنات،
انها دونك تعيش الوحدة، عاطلة عن الفرح والحب

تابعونا علي صفحة الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى