ثقافه

و سقـط القنـاع

قلم: ريهام_الخميسي

و سقـط القنـاع، أتاني هاربـًا من ذاته الحقيقية، يرتدي قناعـًا من زهور، يخفي خلفه طعنات الزمن وندبات خَلَّفتها صدمات داميـة قديمـة ، يتصنع لطفـًا لا يتقنـه ، وحنانـًا لا يُجيـده ، يتعجب من نفسه ، ولا يفهم !!
تساوره تساؤلات عن نفسه لا يجد لها إجابات ..ثم إنه في نهاية يوم شاق يأوي إلى فراشه ، يخلع قناعه ، ويعود لذاته ، ويتجرد من حماقات الحب ، وينام ليستأنف غداً ما فعله بالأمس ، ياله من عمل شاق مضني ! ..
ينتظر بفارغ صبره أن تقع ضحيته تحت مقصلته ، لا يتوانى لحظة من أجل الوصول إلى بغيته ، والحصول على صك امتلاڪ قلبها ، ليبدأ فصلاً جديداً من الرواية .. فصلاً تفاصيله دامية ..

الوعد  

يبدأ بيومٍ قررَ فيه أن يخلع قناعه في حضرتها ، قرر أن يأتيها اليوم بذاته الحقيقية ، التي لا يتقن سواها، ولا يجيد إلاها .. ڪانت روحه أضعف من أن يستمر في تلك المسرحية أڪثر من ذلك .. فبدأ بإسقاط ورق التوت واحدة تلو الأخرى ، ليعري ذاته الحقيقية أمامها رويداً رويداً ، ويتجرد من آدميته التي ڪان يتصنعها ، يتبرأ من ذلك اللطف الوهميّ ، والحب الخزعبليّ ، وجهـًا آخراً ڪان يُخفيـه ، فظـًا غليظَ القلب ، لا يهتم سوى بنفسه ، ڪرامته ، حقوقـه ..يڪذب ، ينڪث بالوعد ، ولا يلتزم بعهد ، يتهرب منها ، ومن نفسه !.. ينتظر منها دائمـًا أن تقدم لأجله الڪثير ، حقـًا فهو يرى نفسه يستحق !!وما وجه الاستحقاق ؟ لا أحد يدري !وعلى ڪل حال فقد ڪانت ضحية مثالية ، امرأة مُحبة ، عطوفة ، متفانية ، تلك هي صفاتها الأصيلة .. أما في منظوره الأمر يختلف ، فتلك هي صفات الخنوع والضعف ! مسڪين لا يعلم عن الدنيا إلا قليل ..

تقول :

ڪنت ألمح هفواته بين الحين والآخر .. ولڪن ڪنت أحدث نفسي وأقول : سأنفض عن رأسي تلك الأفڪار ، هو يحبني ، أرى ذلك في لهفته ، ونشوة عينيه حين يراني .. يصفني ويرسم ڪل تفاصيلي بحروفه ، يحفظني عن ظهر قلب ، يعلم عني أڪثر مما أعلم أنا عن نفسي ..
ثـم .. سقـط القنـاع !!!تقول : تزوجتـه رغم علمي المسبق بتفاصيل الحڪاية ، وأنا التي في العشق لا تعترف بالمنطق ..ولڪن !!هنالك لحظة فارقة ، لا تعود الحياة بعدها ڪما ڪانت قبلها .. وما أقسى أن يستفيق المرء على صدمة تهز وجدانه .. لحظة واحدة من الإدراك ڪانت ڪافية لهدم تلك الصورة الوهمية لهذا الڪائن الڪذوب ..رغم توقعها لڪل تلك التفاصيل مسبقـًا ، إلا أنها ڪانت تأمل أن يخذلها ظنها ، وينصفها هو . .!

 و هـل أحببتِـه ؟

لا ، لقـد أحببت تلك النسخة التى أوهمني بها ..
أما ذلك الرجل القاسي الغضوب المتعالي ، لا أعرفه ولا يمت لمن أحببت بـ صلة …لقـد أحببـت قِناعـًا ..
سقط عن وجهه ذات مسـاء !!

تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى