شعر

قصيدة “عصى الحب” للأديبة الدكتورة نجوي سلام.

متابعة: حنان محمد

عصى الحب

عصى الحب طمن قلبك الجافي
هذا أثر فأسك وذاك الآن مجدافي
أنا ريفية تتقن فنون البعد والنسيان
فلا ندما علي راحل
ولا أسفا علي ماضي
ولا أهلا وسهلا بالدموع إذا سالت لوجع
فكبريائي يهضم الأحزان
وروحي دائما أقوي لا تعترف أبدأ بعالم الخذلان
فلا تشفق عليها يا نبعها الصافي
لا زلت في مهد الصبابة طفلة
فراشة تلهو جناحاتي
تغزل بساتين الفرح ألوان
لكن تدثر قلبها بصمودها الشافي
ضد انكسارات الزمن وخيبة الخلان

عصى الحب….. أيا نبي الهاربين
الحب لعنة ولست تؤمن بالخرافة
ولا بدين الملعونين
طمن إلهك .. قلبي آمن باليقين
صار صلباً لا يلين لطيش وهم العابرين
صرت أكفر بالوعود وبالعهود
وبكل آي العشق من وطني الضنين
وطني رحلت بمحض حرية
وادعيت ( كانت طفولية )
غاصت في يم المفردات وبحر أشعاري الزكية
ظنت متاهات الهوي
قد صغتها لهوي الطفولة والبراءة
أنثي غبية
حرفي برئ وهي مذنبة
فلننتهي ولننهي مأساة الهوية
هي لا تليق …بتاج ملكي
فلتنزعوا عنها ردائي بكل وحشية
واجعلوها عبرة
لكل من تغزو ( الوطن) عبر السنين

عصى الحب
لملمت أحلامي العجاف
وصرت أبحث عن وطن آخر
يعطيني أمني المسلوب مني
فلا تسلني
بعد الرحيل كيف عرفتهم ؟
وكيف صاروا الآن مني ؟
إني ارتشفت سمومهم وقت الجفاف
كي لا أموت بسكتة البعد المميت
كي أستفيق من أوهام ظني
كي أستطيع العيش دونك يا صديق
مادمت تملك صك بعدي
وتخليت عني
من قال بعدك سوف أهلك ؟
ما دام قلبي ليس أهلك
دعني أشرب نخب صدك
وهزيمتي سم زعاف
دعني لوطن آخر
يسقطني عمدا في هواه
أنا لست مثلك ..أكفر بالهوي
أنا لا أخاف
أنا قد بصقت الذكريات
حرقت كل رسائلي
فامض لا تسلني كيف هنت ؟
وكيف أقبرت هواك حين مات؟
وكيف أشعلت الحريق بموانى الأمنيات ؟
وبيم غدرك يا رفيق الهائج قد صار مجدافي؟

عصى الحب
أنا أتقن فنون الكر والفر بحرفية
أنا فرعونة يا فرعون
ورثت طبعك القاسي …بعفوية
شربت نبيذ خرافاتك ..أساطيرك بهمجية
لهيب ديانتي فيك …لأرضيك
ولم أبرح أراضيك
برغم مواجعي منك كنت الغيث أرويك
كنت كواكبي …شمسي
وكنت لي مداراتي
رسول العشق آخر أنبياء الحب
في زمني النبوءات
بسدرة منتهي روحي
لجين الروح تداوي كل عثراتي
فصرت ..وصارت النجوي
شظايا حب أوجدها عصي الحب
فلا أسفا عليك يا كل أهاتي
أنا بعدك عشقت ( أنا )
كنت يا أنا كلي
فصرت …لست أعرفه
ولا عرفته كلماتي
ولا كانت له حبلي
ولا كانت به حبلي
جميع وكل رسالاتي
ولا كان له الماضي ولا أبدا له الآتي
هو اللا اسم أذكره
هواللا طيف
هو اللاشئ ..لا معني
هو اللا حرف يسكن عيني …يبكيني
ويحتل وتين العمر
هو كذبتي الكبرى

التي كانت ولا زالت برغم البعد …تحييني

تابعونا على الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى