ثقافة

قصة قصيرة “فوضي الحرية” الكاتبة سهام أحمد

كتبت حنان محمد بعرور

فوضي الحرية

إسمى كوثرأعشق الحياة
لا أستطيع العيش بدون حرية
والدى رحمة الله عليه اعطاني الحرية الكاملة فى التعامل مع الناس
لم يزجرنى مرة لم يعاقبنى لم يالومنى فى أى تصرف
ظللت كما أنا اطير كالفراشة السعيدة بجناحيها
لاأعبأ بأى عادات أو تقاليد
أفعل ما أشاء كيف أشاء حين أشاء

انطلقت فى الدنيا  قصةقصيرة”فوضى الحرية” الكاتبة سهام أحمد لاحسيب لارقيب
لم أصلى فى حياتى لأنى لا أعرف الصلاة
لاأصوم رمضان لأنى ببساطة لم أتعود
أهلى لم يعلمونى شيئا مفيدا
حتى دراستى أخذت شهادة الثانوية واكتفيت بها ولم أكمل ولم يشجعنى أحد أن أستمر فى الدراسة
لا يلومنى أبى وأمي علي اى شئ خاطئ

 

لاعقاب لا حوار الهواء كيفما أريد

أحيانا أبات عند صديقتى سلوى عندما أتأخر عندها لم يجرؤ أحد أن يوجه إلىٓ أى عتاب
إلى أن وقعت الكارثة
تعرفت على شاب فى الطريق
كان يمشي ورائى بلا تمهل ولا إبطاء
ثم إستدار ووقف امامى وابتسم بخِفة ظِل أَخَذت منى روحي، لم أعطه أى إهتمام لكنه اعطاني كل الإهتمام
قال بكل ثقة آنسة كوثر
أريد أن أتعرف عليك نٓهرْتُهُ بنظرةٍ قاسية
فَهِم منى أننى لست مستعدة للكلام معه
لأول مرة أشعر بقلبي يتحرك من مكانه شغفت بنظراته التى شدتني إليه و كأى انثى تدللت عليه بعدت عنه ومشيت فى طٓريِقىِ وأنا أود من قلبي ان يٓتبَعنى
وفعلا لم يتركنى فى حالى وكلما بعدت يقترب منى أكثر
وظل يُكلمنى إلى أن اِستجبت له

 

وعزمنى على فنجان قهوة

وعرفنى بنفسه وبوظيفته
إسمه خليل ورجل اعمال ويريد أن يرتبط ببنت ناس
وأنا بنت الناس التى يريدها
قلت أتعرفنى
قال أكيد اعرفك
جارتك التى تبيتين عندها من وقت لآخر
هى إبنة عمى وحكت عنك الكثير و تمدح فى أخلاقك
فشعرت انك تناسبينى أظهرت له إرتياحى وابتسمت
انتهز الفرصة وعزمنى على فنجان قهوة
لم أتردد لحظة ووافقته على طلبه
وشربت القهوة المحوجة التى أعشقها

وفاجأنى أنه على سفر

أحسست أنى أعيش أبهج ما فى الماضى والحاضر والمستقبل
وازدادت اللقاءات بيننا بعد ذلك
ولاحظت إنه لا يتكلم عن الخطوبة نهائيا
أو اى إرتباط فتجرأت
وفاتحته فى امر الخطوبة
جاوبنى وفاجأنى أنه على سفر
ويريدنى ان أشاركه سفره فى الخارج
وعندما نرجع سيطلبنى من والدى
قلت له كيف تجرؤ أن تكلمنى هكذا وما هذا الطلب الغريب
كيف أسافر معك ونحن لم نتزوج بعد وكيف أقنع والدى بالسفر
فقال لى بحماس إذهبى لأهلك وقولى لهم سأبيت عند جارتى ليلة أو ليلتين كما تفعلين دائما
وأنا متأكد لاأحد من اهلك سيعترض كعادتهم معكِ
إستغربت فقال لا تستغربى ألم اقل لكى إبنة عمى كٓلمتنى عنك كثيرا وكم تحظين بحرية لا بأس بها من أبويك

عملية أختطاف

لم أستطع مقاومة الفكرة وتمنعت فى البداية وفى الأخير نفذت طلبه بعد إلحاح منه وانطلقت معه فى نفس اليوم وركبنا سيارته
ونحن فى طريقنا للمطار تكلم مع أحدهم بصوت خافت ومخيف وليس بصوته الحنون الذى تعودت عليه يقول له انا( جبتلك المعلوم) شهقت ثم كتمت أنفاسى و اصابنى الهلع وعندما انتهى من المكالمة استأذن بصوته الحنون ليتزود بالبنزين ونزل يحاسب صاحب البنزينة ودخل الماركت لِيبتاع شئ ما

انتهزتها فرصة وخرجت مسرعة من السيارة ولاأدرى كيف أسرعت فى خطاى إلى أن لمحت سيارة فى الطريق أوقفتها وركبت سريعا وقلت لصاحبها انا تعرضت لعملية إختطاف أرجوك وصلنى لبيتى وسأعطيك ماتطلبه
وأمليت علبه عنوانى وكان رجلا كبيرا وكريما معى وتفهم موقفى

الحرية الزائدة

تقول كوثر وأنا بالطريق إستعرضت حياتى امام عينى ومايحدث لى الآن وكيف أوصلنى تفكيرى السئ الذى دفعنى إلى الخطأ الفادح الذى أوقعت نفسي به وظللت ألوم على ابى وامى بما فعلوه بى وبإعطائى هذه المساحة الكبيرة من الحرية وعدم إهتمامهم بما أفعل
لا لن افعل هذا مجددا الحرية لها حدود
هكذا حدثت كوثر نفسها
الحرية الزائدة فى حياتى كادت تقضى على مستقبلى سوف أغير نفسي و سأدفعها للإصلاح و حَمَدت رٓبَها كثيرا أنها أُنقِذت بِأعجوبة ولم تقع فى براثن هذا الرجل المجرم الذى كان سيجعلها فى خبر كان.

تابعونا علي الفيس بوكhttps://www.facebook.com/share/1GEFrLgAoh/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى