مقال

” الزواج في بيت العائله: كيف تنعم بالحمايه دون السيطره ؟”

الروائيه سحر غريب

الزواج فى بيت العائله قديما قالوا في الأمثال حاسب قبل ماتناسب وقيل أيضاً النسب كاللبن أقل حاجة تعكره، فالزواج هو مشوار حياة وطريق يجب ان تختار أطرافه بعناية فائقة ، اختيارك قد يدخلك الجنة او يلقي بك في عمق حفرة من حفر جهنم لذا اختار رفيقك قبل طريقك ولا تتعجل في قرار الارتباط حتي لا تندم ندم عمرك يوم لا يصلح فيه ندم خاصة اذا كان هناك ثمار لهذا النسب ، طفال لا ذنب لهم في سوء اختيارك وقرارك الغير مدروس بشكل منهجي وواقعي.

يسعي أطرافها الي انجاح هذه المنظومة العتيدة القديمة

الزواج هو ميثاق غليظ يتطلب لكي يحالفه التوفيق طرفين ناضجين يستطيعان ان يكملا معا، وفي بعض الحالات التي توافق فيها الفتاة المقبلة علي الزواج ان تعيش في بيت عائلة، وهو امر منتشر في معظم قري مصر ،فهناك من العادي ان تجد الاسرة المسيطرة التي تفرض اسوار حمايتها علي جميع انجالها ، فغير مسموح للابناء الاستقلال بعيدا عن حظيرة الاسرة الممتدة ، فكثيرا ما تجد رجلا ينجب عددا من الابناء ويشتري قطعة ارض بكل مايملك ثم يقوم ببناء بيت عليها ، للبيت عدة أدوار الهدف منها ان يتزوج الابناء في نفس البيت ويسكنون معه في نفس المكان ،ويغلق عليهم جميعا بأولادهم باب بيت واحد ، وهذا بالطبع يحدث في عدد غير قليل من الأسر الفاضلة التي يسعي أطرافها الي انجاح هذه المنظومة العتيدة القديمة.

الوهلة الاولي فكرة مثالية وراقية الهدف منها الحماية لجميع افراد الاسرة

بيت العائلة فكرة قد تبدوا لنا من الوهلة الاولي فكرة مثالية وراقية الهدف منها الحماية لجميع افراد الاسرة ومساعدتهم في التغلب علي مصاعب الحياة التي لا تحتمل ، ولكنها تظل مجرد فكرة إذا تم تنفيذها خضعت للأهواء البشرية والاختلافات الجوهرية في الطباع بين البشر ، فلسنا جميعا مؤهلين لكي نقطن بيوت تجمعنا بأهل من نتزوج منهم ،فلا تنسي ان الزواج هو جمع بين فردين من ثقافتين مختلفتين وعالمين متنافرين ،يحاولان جاهدين ان يبنيا سقفا مشتركا يجمع بينهما وتوافقات تساعدهما ان يجدفا بسفينتيهما حتي يصلا بها الي بر الأمان..فما بالك بأن احد افراد العلاقة داخل منظومة الزواج اقتحم العلاقة بجميع افراد اسرته التي تربي بين افرادها ،وعلي الزوجة ان تبني جسورا من التفاهم وعليها ان تتحلي بقيم الصبر وان تتعلم التغاضي والتغافل مع كامل افراد الاسرة التي التحقت بها،

مؤخرا عن حوادث قتل كان السبب فيها الزواج داخل بيتا للعائلة

الموضوع اصبح معقدا وقد كان قديما سلسا وهينا ،سمعنا مؤخرا عن حوادث قتل كان السبب فيها الزواج داخل بيتا للعائلة تداخلت أطرافه بصورة همجية غير منظمة وساد بينهم التدخلات والحقد والغيرة ، تدخلات قد تتسبب في جرائم وعقد وامراض نفسية كثيرة واسر تنتهي لعدم قدرة اطراف العلاقة علي التعايش السلمي داخل اطار العائلة الكبيرة .

الفتيات وتحول العرف الي قانون يلتزم ببنوده الجميع 

بيت العائلة في ظل الظروف الراهنة من صراعات الاجيال لم يعد عشا هادئاً وموطنا هانئا للأستقرار والتفاهم بل اصبح ساحة للمعارك كما يحدث في بعض القري مؤخرا ، ان الشخص الذي يتحلي بالاخلاق يستطيع ان يمسك نفسه عند الغضب وبالتأكيد من الصعب تقبل فكرة ان تترك الفتاة بيت اهلها لتعيش في بيت أسرة زوجها وتقوم بخدمتهم حتي لو اعترضت هي علي ذلك..ولكنه ناموس اعتادت عليه الفتيات وتحول العرف الي قانون يلتزم ببنوده الجميع .

التعيشي داخل بيت العائلة

عزيزتي الفتاة اذا ساقك القدر لتعيشي داخل بيت العائلة ،عليك ان تعلمي ان الله قد وضعك في اختبار صعب ولكنه غير مستحيل ويتطلب فتاة من نوع خاص دائما يسبق عقلها لسانها وخطواتها .. بيت العائلة يتطلب فتيات يستطعن التغافل، والتفاؤل ،وتقبل تدخلات خارجية من اطراف ليست أطراف أصلية في العلاقة الزوجية.
اما من اراد ان يستمر بيت العائلة في احتضان جميع اطرافه ورعايتهم فعليهم مراعاة ان للطرفين كامل الحرية ، وعليهم ان يتفهموا ان هناك فرق شاسع بين قيمتين قد يبدوان متماثلتين ولكنهما في الحقيقة غير ذلك ، وهما قيم الحماية والسيطرة ،اذا اردت الحماية فعليك الا تفرض السيطرة والا تضغط بقبضتك فتتسبب في ارهاق الطرفين او القضاء علا علاقة زوجية كانت ستنجح لولا تدخلاتكم الغير آمنة .. اترك قبضتك مرخية حنونة اذا اردت العطاء فأجعله بلا مقابل ولا تحكم السيطرة بصورة مبالغ فيها ، حتي تمر سفينتك التي ارهقت في بنائها علي خير وسلام.

تابعونا على صفحة الفيس بوك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى