كتب فريده الموجى
محمد لطيف هو أحد هذه المواهب الكروية، والذى تخطت موهبته ملعب كرة القدم لتصل إلى التعليق الرياضى أيضاً،
ولد لطيف فى عام 1910 بقرية الزيتون بمحافظة بنى سويف، ونشأ فى حى القلعة بقلب القاهرة،
هاويا لكرة القدم منذ نعومة أظافره، ومارس اللعبة فى الحى ثم فى نادى الخليفة قبل التحاقه بالمدرسة الابتدائية.
أمنية محمد لطيف كانت أن يلعب فى دورى المدارس الذى سمع عنه، وكان يمثل المسابقة الرسمية فى تلك الفترة،
فالتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية بدرب الجماميز التى يلتصق سورها بالمدرسة الخديوية ـ
مصنع نجوم الكرة فى الوقت ـ فترك محمد لطيف مدرسة الجمعية الخيرية والتحق بالمدرسة الخديوية،
التى كان يلعب فيها حسين حجازى مثله الأعلى فى اللعبة.
لعب الكابتن لطيف أول مباراة مع المدرسة الخديوية أمام المدرسة السعيدية في عام 1927،
وبعد هذه المباراة اختاره حسين سليمان مشرف التربية البدنية للعب مع الفريق الأول للمدرسة ضد التتش وعبد الرحمن فوزى ورشاد مراد وجميل رفعت،
وقع اختيار حسين حجازى رئيس فريق نادى المختلط ـ الزمالك حاليا ـ على محمد لطيف للعب معه مقابل ثلاثة قروش هى تكاليف تسجيل خطابين، الأول لاتحاد الكرة، والآخر لنادى المختلط.
وبعد انضمام محمد لطيف إلى نادى المختلط، كان على موعد مع الحظ الذى ابتسم له،
فقد كانت أول مباراة له مع ناديه فى مواجهة النادى الأهلى، وفى هذه المباراة ـ التى انتهت 1/صفر لنادى المختلط ـ سجل محمد لطيف هدف الفوز،
وعقب هذه المباراة اختاره حيدر باشا وكيل اتحاد الكرة ورئيس النادي المختلط ضمن صفوف منتخب مصر.
وإذا كان محمد لطيف قد طاف دول العالم لاعبا ومدربا ومعلقا، فإن أول رحلة له خارج حدود الوطن كانت في عام 1929
إلي فلسطين، واستغرقت 20 يوما مع منتخب مصر، وأول رحلة له إلي أوروبا كانت مع النادي الأوليمبي كضيف شرف،
واستغرقت الرحلة شهر ونصف الشهر قضاها الفريق في اليونان ويوغوسلافيا وإيطاليا وألمانيا وسويسرا.
اختار مستر ساميسون مراقب التربية الرياضية بوزارة المعارف محمد لطيف للسفر إلي إنجلترا في بعثة علمية لدراسة التربية الرياضية
والحصول علي درجة البكالوريوس من كلية جوردون هيل بوصفه أحسن رياضي لهذا العام،
واتفق مستر ساميسون مع الإنجليزي ماكراي مدرب منتخب مصر علي أن يلعب محمد لطيف في أكبر أندية اسكتلندا،
وهو نادي الرينجرز طوال ثلاث سنوات مدة بعثته الرسمية، وهو ما حدث بالفعل
وأثناء رحلته إلي جلاسجو حدث معه موقف طريف حرص كابتن لطيف علي تسجيله في كتابه الكرة حياتي،
وفوجئ محمد لطيف بأعداد كبيرة من الصحفيين والمصورين ينتظرونه علي محطة القطار الذي كان يقله إلي جلاسجو،
وظن في البداية أنهم في انتظار هيلا سلاسي امبراطور إثيوبيا الذي كان يركب نفس القطار.
واستمر محمد لطيف في تجربته مع النادي الاسكتلندي إلي جانب دراسته في كلية جوردون هيل،
كما حصل عي جميع الدراسات التدريبية في كرة القدم في إنجلترا.
وفى عام 1937 عاد محمد لطيف من بعثته العلمية، وتم تعيينه بإدارة التربية الرياضية بوزارة المعارف،
وشارك في تأسيس معهد التربية الرياضية الذي عمل به محاضرا، وتخرجت الدفعة الأولي منه في عام 1940.
وقبل العودة من إنجلترا شارك محمد لطيف مع منتخب مصر في أوليمبياد برلين التي لعب بها المنتخب أمام النمسا وخسر 1/2 وخرج من الدورة.
وأثناء وجوده في إنجلترا توطدت علاقته مع الصحفي الإنجليزي ركس الذي كان يعمل في جريدة الصنداي اكسبريس،
وكان أول من أعطاه درس في التعليق علي مباريات كرة القدم حين طلب منه مشاهدة مباراة لفريق الرينجرز ـ
والتي لم يلعب فيها للإصابة ـ وحضر هذه المباراة 24 مكفوفا،
وجلس ركس بينهم في المدرجات ليذيع المباراة ويصفها للمكفوفين الذين انفعلوا بالوصف،
وجعلته هذه المباراة يفكر في التعليق علي المباريات بعد اعتزال كرة القدم في عام 1945،
رغم ممارسته للتحكيم بعد الاعتزال إلي جانب عمله في مجال التدريب.
عمل كحكم حتى حصل على الشارة الدولية وأدار العديد من المباريات الدولية. وهو أول من أدخل التعليق على كرة القدم بالتليفزيون
وكان مراقب عام البرامج الرياضية بالتليفزيون على مدى 16 عام. أذاع مباريات كأس العالم منذ عام 1964
زادت شهرته عندما اتجه عام 1948 إلى مجال التعليق على المباريات وظل مع الميكروفون حتى وافته المنية في 17 مارس 1990 وكان يلقب بشيخ المعلقين،
وتميز محمد لطيف بأسلوب مميز خاص به في التعليق على مباريات كرة القدم وكان تعليقه من الأهمية بمكان خاصة في مباريات فريقي الزمالك والأهلي.
وقد بلغ حدًّا من الشهرة إلى حد استضافته في الأفلام المصرية في شخصية المعلق الرياضي على مباريات كرة القدم