
من وحي الصورة
قاسية هى الحياة ياعزيزى
تجبر الجميع وتفرض عليهم ما لا يرغبونه.
تجبر الكبير قبل الصغير على تقبل ما يخالف أهوائه ورغباته .
فإلي ذلك الطفل ذو العينين البريئتين
ستجبرك الحياة على أن تأكل ما لا تحب وأن تبتلع ما لا تستسيغ
ستجبرك الحياة علي أن تشرب الماء حتي وأنت تشعر بمرارته في حلقك
ستجبرك الحياة على أن تظل متيقظ في حالة أنت فيها إلي أشد الحاجة إلى النوم
ستجبرك الحياة على أن تبتلع دموعك وتجففها بكم قميصك ومن ثم ترسم ضحكة باهتة علي وجهك
ستجبرك الحياة على أن تستغني عن نصف أحلامك لأنها لم تعد ملائمة لتضاريس قلبك وإنكساراته المتتالية
ستجبرك الحياة على أن تجلس وحيداً في وقت أنت فيه إلي أشد الحاجة إلى أنيس
ستجبرك الحياة على أن تري المواقف بعين المنطق و أن تجعل عين قلبك وعاطفتك تعتاد النظارة السوداء ذات العدسات منعدمة الرؤية
ستجبرك الحياة على أن تنام على فراش غير مناسب لك ،وستجبرك علي غطاء لا يناسب جسدك
ستجبرك الحياة على أن تجالس من تكره وتتجنب من تحب، ستجبرك على أن تنسي وتتجاهل لا لأنك تحب ذلك لكن لأن الراحة أصبحت في ذلك
ستجبرك الحياة وستغير ملامح وجهك البشوش هذا ،وستتغير نظرة عينيك البريئتين ، سينكسر شعاع الأمل فيهما وستنعكس أضواء البهجة في عينيك أمام مرآة الحياة
ستجبرك الحياة على أفعال لم تتوقع فعلها و ترغمك على قبول أوضاع تكرهها، وتجبرنك على الرحيل حين لا تسطيع الإنتظار وتحمل الأذى اكثر من ذلك فتحمل حقائبك في رحلة جديده، لكن يبقى الأمل رغم الجراح ويبقى القلب خير دليل رغم قساوة الكلام في لحظات الرحيل،
ستُجِبرك الحياةُ أن تأوى إلىٰ كهفِ الوحدة،
بعدما أذاقتك مرارةَ الإختلاط
تتعلم سوى كيف ستجبرك الحياة
ستجبرك الحياة على أن تكمل دائرة الروتين اليومي بل وستجعلك تدمن الروتين في كل جوانب حياتك
ستجعلك ترغب في منطقة الأمان،وستجبرك على أن ترى أنه لا شيء يستحق المغامرة لأجله
سوف يبهت الواقع في عينيك، وستبقى هناك في سراديب الذاكرة المدفونة لوحة جميلة لواقعٍ جميل وأحلام كانت يوماً جزءً منك ،ستبقى تلك اللوحة هناك تسترق إليها النظر كلما جلست وحيداً وشعرت بالحنين إلي ايامٍ كنت فيها ذا العينين البريئتين
حينما تشيب روحك و تمسها الحكمة ،ستعلم أنك ما كنت تتعلم سوى كيف ستجبرك الحياة ،و ما زالت تجبرنا الحياة .
تابعونا على صفحة الفيس بوك.